ما لم يقله "درويش" في زيارة ابن مبارك لإمبابة
لن يقول لكم ما أقول لكم..في إمبابة، أحد أحياء مصر الفقيرة، التي تخسر حينًا وتخسر حينا أيضًا، جلس علاء مبارك، ابن الرئيس الأسبق، ليلعب طاولة، لا عيب في ذلك، فمن حقه كمواطن أن يجرّب رمية نرد جديدة "ما بين مُفترسٍ وفريسة".. لم يرث كالمصريين أمراضَ ضغط الدم ولا الملل في الشتاء، ولا حتى فشل في الغناء ما دام هناك جمهور يشتاق إلى متابعته، سواء كان في قصره أو في "قهوة بلدي"..
كان يمكن أن يطمح أحد الجالسين في القهوة أن يعيش يوما واحدا من أيام علاء مبارك في نعيم القصور، لولا لعبة الجينات ولعنة "مندل" الوراثية وما ترسمه الأقدار للإنسان، لكن لماذا يطمح السيد علاء الآن في قعدة قهوة غلبانة؟ ماذا يريد من النرد أكثر مما أعطاه؟
لا يعرف أحد من الجالسين حول ابن مبارك في القهوة، حسب تخميني، هل دخل الجيش لأداء الخدمة العسكرية أم أن من يحملون صفة "رجل أعمال" لا يدخلون الجيش؟ هل الجيش يدخله غلابة مصر ليدافعوا فيه عن رجال أعمال مصر ويشتمهم رجال سوشيال ميديا مصر؟
بحثتُ في شبكة المعلومات الدولية، ففشلت ويكيبيديا في معرفة تفاصيل عن علاء مبارك إلا وصفه بـ"رجل أعمال"، وكتبت بالنص "لا تتوفر تفاصيل حول هوية عمله أو أعماله"، فقلت لنفسي لا بد أن الحظ له دور في اللعبة الحياتية التي ارتضيناها، "والحظ لا اسم له.. قد نسميه حداد أقدارنا"، لكن يهمني فعلا، بعيدا عن التكهنات الساذجة، معرفة إجابة سؤال واحد: لماذا يظهر علاء أو جمال بين حين وآخر بين هؤلاء الغلابة؟، والنصف الثاني من السؤال: لماذا يبتهج هؤلاء الغلابة بهذا الوافد إليهم من البرج العاجي؟ والنصف الثالث من السؤال، إن كان هناك نصف ثالث: لماذا لا تسعى المواقع والصحف لتغطية أخبار الغلابة بكل هذا الوهج الذي غطت به زيارة علاء مبارك لمطعم؟..
ستستمر الأسئلة والإجابات بالتأكيد عند آل مبارك..
التفاصيل التي نشرت عن الزيارة المدهشة أكدت أن الزائر فوق العادة "تناول طاجن كبدة وحبس بكوباية شاي وفاز بدورين طاولة وتعامل بحفاوة مع المواطنين"..
من سوء حظ آكلي طواجن الكبدة في إمبابة أن خيالهم لا يكفي لكي تتتبعهم وسائل الإعلام..
كان يمكن أن يربح الغلابة أكثر لو كان لهم خيال علاء..كان يمكن أن يكون علاء هو أي علاء آخر في إمبابة.. موظف بالتأمينات أو صاحب ورشة نجارة.. أو خفير.. كان يمكن لعلاء أن يكون حرًّا منذ البداية ولو كان حرا لما صنعته وسائل الإعلام أسطورة نستلهم منها قصصنا الصحفية..
كان يمكن أن ترى "الميديا" علاء مبارك كغيره في القهوة، لتتأكد "كم هو الآخرون".