«مأساة» شاب مصرى بالأردن.. شكا صاحب العمل إلى الشرطة فعذبه
جلال محمد
«أنا مُهدّد بالقتل هنا فى الأردن، ومش عارف أعمل إيه، ولا أنزل مصر»، عبارة تلخص المأساة التى يعيشها الشاب المصرى «جلال محمد عبدالحميد سعد خليل»، 27 سنة، ابن قرية «السعيدية» التابعة لمركز المحمودية بمحافظة البحيرة، الذى ترك وطنه منذ أكثر من 3 سنوات، بحثاً عن لقمة عيش شريفة، تضمن له ولأسرته البسيطة حياة كريمة، إلا أنه تعرّض للضرب والتهديد بالخطف والقتل من صاحب المقهى الذى يعمل لديه بالعاصمة الأردنية عمّان، حتى إنه استولى على جواز سفره، وترخيص العمل الخاص به، وبات غير قادر على الخروج إلى الشارع، كما منع عنه مستحقاته المالية، لمجرد أنه طلب العودة إلى مصر، وأبدى رغبته فى عدم استكمال العمل لديه، وبعد أن تقدّم ببلاغ ضده للشرطة الأردنية.
«جلال»: أنا مُهدّد بالقتل وأطلب العودة إلى مصر.. ووالداه يناشدان الرئيس: «عاوزين ابننا يرجع لنا»
«جلال» بعث برسالة استغاثة إلى «الوطن»، طلب فيها إنقاذه من «الموت»، مناشداً الرئيس عبدالفتاح السيسى، التدخّل لحل مشكلته وإعادته سالماً إلى أرض الوطن. وقال: «أنا شغال فى مقهى ملك شخص أردنى، ولما طلبت منه أنزل بلدى علشان أقضى شهر رمضان مع أهلى، رفض، وأخد منى جواز سفرى وتصريح العمل، ومنع عنى فلوسى، وضربنى وعذبنى بمساعدة شخص آخر، وهدّدنى بالخطف»، مشيراً إلى أنه توجّه إلى السفارة المصرية فى عمّان، حيث أعد تقريراً طبياً بالإصابات التى ألمت به، نتيجة تعدى صاحب المقهى عليه بالضرب.
وتابع الشاب المصرى، قائلاً: «اشتكيت صاحب المقهى للشرطة الأردنية، فقاموا بمداهمة المقهى وأخذوا صاحبه بسبب مخالفات ارتكبها، وتم حجزه، لكن تقرر أن يخرج بكفالة على ذمة القضية، أنا خايف قوى ومرعوب، لأن أهل صاحب المقهى بيهددونى بالقتل، ومش لاقى مكان أسكن فيه، ومش عارف أمشى فى الشارع، لأنه أخد منى جواز السفر وتصريح العمل». وأضاف قائلاً: «ياريت صوتى يوصل للرئيس عبدالفتاح السيسى، علشان يصدر تعليماته لوزارة الخارجية يتحركوا وينقذونى من الموت اللى أنا شايفه بيقرب منى».
«الوطن» التقت أسرة الشاب بقرية «السعيدية»، ورصدت مشاعر الخوف والقلق والفزع التى تسيطر على الأسرة، خصوصاً الأب والأم، اللذان ناشدا الرئيس السيسى سرعة التدخل لإعادة ابنهما إلى الأسرة، وقال والده «محمد عبدالحميد»، 65 سنة: «أنا مش عاوز حاجة غير إن ابنى يرجع لى بالسلامة، ياريت الرئيس يشملنا بكرمه، ويرجع لى ابنى جلال، اللى اتغرب علشان لقمة العيش»، وقبل أن يستكمل حديثه انخرط فى نوبة بكاء شديد، ولم يتمالك نفسه من الرعب الذى يسيطر عليه، خوفاً على حياة ابنه فى الأردن، وتابع بقوله: «ارحمونى، وهاتوا لى ابنى قبل ما يرجع لى فى كفن».
أما «صباح عبداللطيف شعبان»، 45 سنة، والدة الشاب «جلال»، فقالت إن ابنها «مهدّد بالخطف والقتل فى الأردن، لأنه حينما أبلغ الشرطة ضد صاحب المقهى، راحوا المقهى، وأخذوه بسبب مخالفات وتجاوزات وجدوها عنده بالمقهى، وتم حجزه، لكنه هيخرج بكفالة».
وأعربت عن قلقها على مصير ابنها بقولها: «أنا خايفة على ابنى، لأن صاحب المقهى هينتقم منه، وممكن يقتله، أنا عاوزة ابنى يرجع بأقصى سرعة، يا سيادة الرئيس، ده برضه زى ابنك». وأضافت أن ابنها يستعد للزواج من خطيبته التى ارتبط بها قبل نحو 7 أشهر، وأنه كان يرغب فى قضاء شهر رمضان مع أسرته، لكن صاحب المقهى رفض عودته، وقام بتعذيبه ومنع مستحقاته، واستولى على جواز سفره وتصريح العمل الخاص به، ليمنعه من العودة إلى مصر.