«محمود» تبرع بحصّالته لعلاج السرطان
«محمود» يحمل حصالته
بخطوات صغيرة، كعمره الذى لم يتجاوز 10 سنوات، دخل الطفل محمود حسن، مستشفى شفاء الأورمان لعلاج الأورام فى الأقصر، باحثاً عن مسئولى تلقى التبرعات، ليبلغهم رغبته فى التبرع بـ89 جنيهاً، هى «تحويشة» عام كامل من مصروفه، إلى مرضى السرطان، وعند سؤاله عن السبب قال: «نفسى كل المرضى يخفّوا من السرطان، ولو معايا فلوس تانية كنت اتبرعت بيها».
«يارا البورسعيدية» تنتظر 140 ألف جنيه لزراعة النخاع
عزة القاضى، والدة الطفل، قالت: «محمود أصر على مرافقتى إلى المستشفى مع عدد من العاملين فى المؤسسات التنموية للمشاركة فى تقديم الدعم المادى والمعنوى للمستشفى، ولم أكن أعلم نيته التبرع بكل نقوده، وكانت مفاجأة سعيدة بالنسبة لى»، مضيفة: «محمود أعطى الحصالة إلى مسئولى المستشفى لفتحها وإعطائه إيصالاً بالمبلغ».
إدارة المستشفى وعدت بإرسال دعوة خاصة إلى «محمود» لحضور افتتاح المرحلة الثانية، وإهدائه بعض الألعاب تقديراً لمبادرته، وقال أحمد الناظر، مسئول العلاقات العامة بالمستشفى: «بالنسبة لنا فإن تبرعه البسيط يوازى أكبر تبرع تلقاه المستشفى».
مبادرة محمود فى الأقصر جرت، بينما كانت أسرة يارا منسى، الطالبة فى كلية الدراسات الإسلامية ببورسعيد، تبحث عن وسيلة لتدبير مبلغ 140 ألف جنيه، تكلفة عملية زرع نخاع لعلاجها من السرطان، حتى تستطيع إكمال مسيرتها العلمية المتفوقة، فهى «الأولى» على دفعتها فى الفرقة الثانية بقسم الشريعة والقانون.
«يارا» قالت لـ«الوطن»: «والدى سائق تاكسى، وباع كل ممتلكاته البسيطة ليعالجنى»، مضيفة: «التحاليل أكدت إصابتى بلوكيميا الدم، بينما تقتلنى الدموع العاجزة لأمى وشقيقاتى، ووالدى طرق جميع الأبواب لتدبير تكلفة العملية دون جدوى». الأب إبراهيم منسى، قال لـ«الوطن»، بينما يغالب دموعه: «أنقذوا ابنتى، أنتظر المساعدة من أى شخص، حتى تجرى ابنتى العملية فى مستشفى معهد ناصر، وسأعمل ليلاً ونهاراً لأسدد الدين».