أتوسل إليك ألا تنجرف بعيداً عن قيم الحرية والديمقراطية والحق والتسامح، أن تقاوم الفاشيين والاستئصاليين باتجاه الداخل والشوفينيين باتجاه المحيط العربى والعالمى.
أتوسل إليك ألا تنخدع مجدداً بمدعى احتكار الحقيقة المطلقة، فقد خدعك هؤلاء حين وظفوا الدين لبناء الاستبداد والآن تخدعك أصوات جاهلة ووجوه ظلامية باسم المصلحة الوطنية لإعادة إنتاج استبداد الدولة البوليسية.
أتوسل إليك ألا تغرق فى دوائر الكراهية والانتقام والإقصاء ونزع الإنسانية حين الاختلاف السياسى والمجتمعى، فالعنف والتحريض عليه والخروج على القانون تواجهها المجتمعات بأدوات دولة القانون وبأدوات أمنية منضبطة وبالدمج والاستيعاب والمصالحة المشروطة بالسلمية والعلنية وقبول الآخر.
أتوسل إليك أن تدين انتهاكات حقوق الإنسان كافة، وأن تضغط للمحاسبة عليها، لا فرق بين قتل المصريين الشيعة فى «أبوالنمرس»، واغتيال خادم كنسى وتاجر قبطى فى سيناء، واغتيال شباب مصريين على يد جهاديى العنف فى الإسكندرية، وسقوط ضحايا أمام دار الحرس الجمهورى. عصمة الدماء فى مصر لن تتأتى إلا عبر إدانة صريحة لكافة الانتهاكات ودون تورط فى ازدواجية المعايير.
أتوسل إليك أن تلفظ بعيداً عن ضميرك الجمعى وعن توجهات الرأى العام خفافيش الفاشية وطيور ظلام المرحلة الراهنة والأصوات المتطرفة فى الداخل والخارج التى تشكك وتخون وتدعى زوراً وبهتاناً النقاء الدينى أو الوطنى.
أتوسل إليك ألا تقبل إسكات أصوات الحرية والديمقراطية والحق والتسامح التى يهددها الآن وعلناً الفاشيون والشوفينيون والمتطرفون، بل والموتورون فى الداخل والخارج، بصراخ يستميل الكثيرين فى لحظات التغيرات والتوترات المجتمعية والسياسية وبأحاديث لا تختلف فى طابعها التحريضى والعنصرى عن منصة «رابعة العدوية» أو عن لجان الإخوان الإلكترونية.
أتوسل إليك يا وطنى أن تظل وطنى!