ليست مقارنة بين البوب والسيسي، فالمقارنة العادلة تتطلب نفس الظروف، ونفس المعطيات، ولكن بصفتي ممن عايشوا تلك الأحداث التاريخية منذ يناير 2011 وحتى الآن، ولم أكن مجرد شاهد على ما يحدث، ولكن كغيري من الشباب كنا جزء من الحدث وأحيانا كثيرة كنا أبطال الحدث بصفتنا العامة كشباب وليست الشخصية. فمحرك ووقود أحداث يناير كان الشباب وبالتالي لكل شاب فينا رؤيته وحكمه الخاص على تلك الفترة لكن بعيدا عن وجهات النظر التي تحتمل الخلاف هناك تاريخ ووقائع وأحداث ومواقف لا يمكن أن يختلف عليها أثنان أو لا تقبل القسمة على اثنين. الشباب والقضاء على العشوائيات كانا موضوعان يستحوذان على أغلب تصريحات وأحاديث البوب للإعلام وحتى تغريداته.
كلنا نتذكر حلقة الإعلامي عمرو الليثي مع البوب في منطقة تل العقارب بحي السيدة زينب كنت وقتها أحد أعضاء حملة البوب، في تلك الحلقة احتلينا كل مواقع السوشيال ميديا بنشر تصريحات البوب ومشاهد تجوله داخل تلك المنطقة غير الآدمية فقد كانت حلقة مميزة تعكس مدى دراية البوب بآلام ومعاناة كثير من أهالي تلك المناطق غير الآمنة فانطلقنا نكتب على فيسبوك وتويتر عن حكمة ودراية وقدرة البوب على إحداث التغيير الذي نرجوه في حال فوزه في انتخابات الرئاسة بل في تلك الحلقة كان تصريحات البوب مقترنة بأرقام رسمية عن حالة الاقتصاد المصري وذكر أرقام كان أغلبنا أول مرة يسمع عنها فانطلقنا نكتب عن مدى معرفته العميقة بالداخل المصري وأن عمله بخارج البلاد لم يمنعه من معرفه كل صغيرة وكبيرة عن أحوال المصريين والدولة المصرية، رغم قلة عددنا كأعضاء حملة البوب لكن كنا مؤثرين للغاية وكنا نملك قوة السيطرة والانتشار على مواقع السوشيال ميديا وقتها وجائت هذة الحلقة لنبرهن بها للناس أن البوب هو أفضل من يستطيع أن يحكم مصر ويعبر بها لبر الأمان.
لم نكن نشك وقتها أن البوب سيخذلنا جميعا، فلم يفعل شيء لأهالي منطقة تل العقارب سوى الحديث عنهم ولكن هناك من فعل ليس فقط بإيجاد المسكن الآدمي لأهالي تلك المنطقة لكن تم هدم تلك العشش والعقارات الرديئة الآيلة للسقوط في أي لحظة تم تسوية المنطقة بالأرض وليقام على مساحتها 7.5 فدان 16 عمارة تضم 815 وحدة سكنية بالإضافة لتحويل الأدوار الأرضية إلى محلات لتعويض أصحاب محلات تلك المنطقة بمحلات جديدة، من كان يسكن بعشة ستعوضه الدولة بشقة كاملة التشطيب والمرافق وبتخطيط عمراني راقي وخلال أيام قليلة سيتسلم أهالي منطقة تل العقارب شققهم السكنية بعد أن تحولت 180 درجة وتم هدم ومحو كل العشش والمباني القبيحة بتلك المنطقة. فمنطقة تل العقارب تاجر بها البوب وقام السيسي بتحويلها إلى منطقة آدمية بعد أن كانت منطقة عشوائية مصنفة ضمن المناطق الخطرة من الدرجة الثانية. وقد سبق منطقة تل العقارب تجربة حي الأسمارات وتم نقل أهالي الدويقة إلى ذلك الحي وأيضا منطقة غيط العنب بالأسكندرية ولكني قصدت ذكر تفاصيل منطقة تل العقارب لأنها المنطقة التي تحدث عنها البوب وحولها السيسي إلى إنجاز يحسب له سواء اتفقت أو اختلفت على سياسته وطريقة إدارة للبلاد ولكن هذا هو الواقع ويمكنك أن تذهب بنفسك الان إلى تلك المنطقة وتشاهد بنفسك حجم العمل والإنجاز.
ننتقل لأهم محور من محاور تجارة البوب وهو حديثة الدائم عن الشباب سواء في تصريحاته الاعلامية او تغريداته عبر تويتر فكان دائم العزف على ذلك الوتر وكنا نعتبره الأب الروحي لقدرته على فهم طموحاتنا وآمالنا وما نعاني منه وما نريده وبلاشك هو كان لديه قدرة فائقة على فهمنا كشباب وكان يسلب عقولنا وخواطرنا بمجرد الحديث عن الآمنا أو طموحاتنا وكأنه يرى ما يدور في رأسنا، لكن ماذا قدم البوب للشباب غير الحديث عننا والتحدث بأسمنا في أوقات عديدة؟ حتى عندما أنشأ حزب الدستور فشل في مجرد التواجد على الساحة السياسية رغم أنه وقت الإعلان عن الحزب صرح. وقال إن ذلك الحزب سيحكم مصر بعد أربع سنوات ولكن الحقيقة أن بعد مرور 4 سنوات لم يعد هناك شيئا اسمه حزب الدستور.
ومن المؤكد أنه كان يتحدث عن حزب آخر في بلد أخرى وربما في كوكب آخر، مهو سبقنا بسنين ضوئية بقى كما كنا مقتنعين وقتها، الواقع حاليا يقول إن حزب الدستور لا احد يعرف من رئيسه الان وقد انقسم أعضاء الحزب إلى جبهتين وأصبح هناك شقاق ومشاكل داخل الحزب داخل الكيان الذي أسسه وأشرف عليه بنفسه أصبح الان عنوانا للفشل فلم يعد موجودا إلا حبرا على ورق.
على الجانب الاخر نرى الرئيس السيسي قام بعمل البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة ويتم اختيار الشباب لهذا البرنامج عن طريق اختبارات وينضم الشاب تلقائيا بمجرد اجتيازه لتلك الاختبارات للبرنامج الرئاسي دون الالتفات إلى خلفيات الشاب السياسية أو أوراءه فمعيار الانضمام للبرنامج هو الكفاءة دون تصنيف هذا شاب ثوري وآخر فلول وثالث غير منتمي لأي تيار.
وهدف ذلك البرنامج سأنقله لكم من واقع الموقع الرسمي على شبكة الإنترنت "يهدف البرنامج الرئاسي لانشاء قاعدة شبابية من الكفاءات القادرة على تول المسؤولية السياسية والمجتمعية والإدارية في الدولة وذلك من خلال تأهليها بأحدث نظريات الإدارة والتخطيط العلمي والعملي" هذا بالإضافة إلى المؤتمرات الشبابية التي يعقدها الرئيس شهريا بالشباب وينتقل في كل مرة إلى محافظة جديدة ليخاطب كل فئات الشباب المصري في محافظتهم، وليس من خلال دعوتهم للقصر الرئاسي أو بقاعة المؤتمرات على سبيل المثال بالقاهرة ولكن المغزى من انتقال الرئيس إلى كل محافظة ليتحدث مع الشباب وليعقد مؤتمره الشهري له بالغ الاثر والمعنى لا يحتاج الى شرح او تحليل. في الوقت الذي يقوم فيه البوب بعمل حظر "بلوك" لكل من يختلف معه على موقع تويتر، فمجرد الاختلاف معه يكون الرد بحظرك فورا دون نقاش أو حديث فكلامه واراءه وحيّ مُنزَّل لا يجوز لك أن تناقش أو حتى تعترض ولكن في نفس الوقت هو يتغنى بالديمقراطية والحوار المجتمعي وهو أبعد الناس عن ذلك.
قد يتهمني البعض بالتطبيل للرئيس أوا أنني قد حصرت حديثي عن الإيجابيات دون السلبيات ولكن لم أقل شيئا لم يحدث أو لم ادعى ما هو ليس قائم بالفعل فكل ما قلته حدث بالفعل ولم اذكر كل الإيجابيات لأذكر كل السلبيات فلست في وضع تقييم أو الحكم على أداء الرئيس ولكن الهدف من كتابه تلك السطور هو لفت النظر لمن تحدث ومن فعل وليس أي فعل ولكن ما كان يطالب به أو يدعى أنه سيفعله حال توليه السلطة. ولكن التطبيل في الحقيقة هو ما فعلناه عندما كنا في حملة البوب وأعطيناه مكانه لا يستحقها لمجرد أنه كان يتحدث عن همومنا وطموحاتنا فقد كنا نقلب مواقع السوشيال ميديا رأسا على عقب لمجرد خروج تصريح من البوب ولم يفعلوا ذلك مع من قام بالتغيير على أرض الواقع وحول الكلام إلى أفعال فمن يستحق الإشادة هو من فعل وليس من تحدث ومن يستحق الدعم هو من أنجز وواجه الصعاب والتحديات وليس من تاجر بكل ذلك وهرب.