معرض «أركيت» فى الشارع.. ليه تشتغل «مهندس» لما ممكن تبقى «فنان»
ما زال يتذكر تلك الكلمات التى انطلقت من أحد الميكروفونات خلال مسابقة أحسن فريق كشافة على مستوى الجمهورية «فريق كشافة المنيا الأول على الجمهورية»، التى أعقبها تهليل وعناق زملائه له، لأنه السبب فى فوزهم بهذا المركز، بعد أن أبدعت يداه الصغيرتان منحوتة خشبية على شكل وجه فلاح مصرى، ولم يكن عمره يتجاوز وقتها الـ8 سنوات.
مرت تلك الذكرى على ذهن أحمد فاروق، خلال وقوفه أمام منحوتاته الخشبية بميدان عابدين لبيعها، بعد أن كان أبواه يتخيلان له مصيراً مختلفاً، ويأملان أن يصبح مهندساً.
«بعد أن تخرّجت فى كلية الهندسة، وعملت لعدة سنوات فى أحد البنوك، لم أستطع الاستمرار رغم راتبى الكبير، فالمهم أن يعمل الإنسان ما يحبه فقط، وأنا أحب فن الأركيت».
طبلية، كرسى صغير، برج إيفل، سرير خشبى وغيرها من المنحوتات الخشبية والمسماة بفن «الأركيت» صنعها «أحمد» وقرر بيعها بالرغم من رفض أهله قراره ترك وظيفته، لكنه أصر على ممارسة موهبته، وقرر أن ينفق كل مدخراته فى شراء معدات نحت الخشب، بالإضافة إلى دراسة متأنية لفن «الأركيت» لمدة 3 سنوات.
التراث المصرى هو ما استمد منه «أحمد» أفكار معارضه التى حققت نجاحاً كبيراً، خصوصاً معرض مراكب الشمس، الذى عرض فيه أشكال مراكب الشمس، التى كان يستخدمها الفراعنة فى التجول.
بابتسامة معبّرة نظر «أحمد» إلى منحوتاته الخشبية، التى كانت السبب فى ذيوع صيته، باعتباره أمهر فنانى «الأركيت» على مستوى القاهرة، وبعض الأقاليم، قائلاً: «كل ما أريد فعله أن أقول لأهلى انظروا لقد كنت أرى ما لا ترون، وعلى الإنسان أن يؤمن بنفسه».