«العياط»: 3 مرضى فى كشف واحد واللى مش عاجبه يروح عيادة خاصة
زحام أمام قسم الأطفال فى مستشفى العياط
زحام شديد ومشاجرات مستمرة وحركة لا تهدأ داخل ساحة مستشفى العياط المركزى، حيث وقفت عشرات السيدات أمام شباك التذاكر المخصص لهن من أجل الحصول على تذكرة كشف فئة ثلاثة جنيهات، وبعد وصول إحدى السيدات إلى الشباك، فوجئت بأن موظف الشباك يخبرها بأن التذكرة تشمل الكشف فقط ولا يحق لأحد منهن صرف العلاج لعدم وجود أدوية فى صيدلية المستشفى، لتغادر تلك السيدة الأربعينية الطابور مرددة: «مش يستنى لما يشوف الدكتور هيكتب لنا إيه يمكن العلاج يكون موجود ولا إنتوا عايزين تطفشونا».
لم يختلف الوضع كثيراً داخل العيادات الخارجية التى شهدت زحاماً شديداً ومشادات بين المرضى والعاملين بسبب «اللى عليه الدور»، مما أجبر العامل على إدخال أكثر من 3 مرضى دفعة واحدة للطبيب، بينما وقف «أحمد طه»، 20 عاماً، مستنداً على عكاز خشبى، ليعلق على الأمر قائلاً: «مفيش اهتمام بالمريض هنا لأنهم بيبصوا لها من منطلق أن الكشف بجنيه، واللى مش عاجبه يكشف فى العيادة بتاعة الدكتور برة، ومابيقدروش أن الناس دى غلابة ولو معاها فلوس ماكانتش جت هنا».
«أم حمادة»: زوجة ابنى ولدت هنا وبعد 20 يوم حست بوجع فى بطنها وماتت
على أحد المقاعد الخشبية أمام عيادة الباطنة، تجلس «أم حمادة»، سيدة مسنة، محتضنة حفيدها الذى لم يتعد عمره 4 أشهر، فى انتظار دورها، تقول بنبرة مرتفعة: «تعبت بالليل فجأة، وجيت على الاستقبال هنا، الدكتور كتب لى على مسكنات وقال لى تعالى الصبح بدرى عشان يكون فى دكتور كبير يكشف عليكى، ومن الساعة 7 وأنا هنا لأنى ما نمتش طول الليل من الوجع وحاسة أن هيجرالى حاجة بس ماحدش هنا بيلحق حد، ورغم أنهم شايفينى بموت لكن قالو لى استنى دورك».
تصمت السيدة العجوز لتهدئة حفيدها الرضيع، ثم تعود إلى حديثها، قائلة: «مش باعتبرها مستشفى، دى مخروبة، تخيلى أم الولد ده دخلت عشان تولده، وبعد ما طلعت بـ20 يوم، حست بوجع جامد فى بطنها وفضلت تصوت جرينا بيها على الاستقبال هنا، وللأسف ماقدروش يعملوا لها حاجة وماتت»، وتتابع «أم حمادة» كلامها بعد أن مسحت دموعها بطرف كُم عباءتها: «منهم لله يتموا الواد بدرى وخدوا أمه منه، ده حتى مالحقش يرضع منها شهر، بس هقول إيه الأعمار بيد الله».
وعلى أحد الأرصفة المقابلة لقسم الاستقبال والطوارئ، الذى ينفصل عن مبنى العيادات الخارجية، ويشمل قسم الأشعة ومعمل تحاليل والعناية المركزة وقسم للولادة، جلست «فايزة عبدالباسط» مرتدية عباءة وطرحة سوداء، يبدو على وجهها ملامح التعب والإجهاد، تحتمى من أشعة الشمس الحارقة بورقة كرتون: «بنتى تعبت الفجر وجينا الاستقبال ماكانش فيه غير دكتور نايم ولما خبطنا عليه قال لنا 5 دقايق وأطلع لكم، وفوجئنا بعدها بأنه طالع علينا والشنطة فى إيده وبيقول لنا نبطشيتى خلصت، إستنوا لما الدكتور التانى ييجى، وفضلنا حوالى ساعة وبعدها دكتور تانى جه قال لنا اعملوا تحاليل لأنى مشتبه فى الزايدة، ودُخنا ما بين العيادات والاستقبال، وطلبوا بعد أكتر من 5 ساعات تعمل أشعة وقالوا لنا اعملوها بره، وآدينى قاعدة مستنياها لما ترجع وأشوف هيعملوا معاها إيه».