أشرق الصباح بنور وضاء و نسيم لطيف، وأطلق الكروان دعاؤه الخاشع ، وزقزق العصفور
المرح، حتى الغراب شارك الاحتفال بالصباح.
وأستقبل الأطفال الصباح معهم وانطلقوا فى مرحهم، لم يلقوا بالا لطعام أو شراب، أو لمواعيد الوجبات، ونهلوا من الطبيعة حتى كادوا يلتهموها فيفنوها، وجروا خلف الكرة حتى أتعبوها وتقاذفوها حتى أثخنوها، ولما ضاقوا بها بحثوا عن نشاط آخر فلعبوا الهوكى بعصيان القصب ولمونة "افتكاسة مصرية"، وحين هدهم التعب اقترح أحدهم أن يلعبوا لعبة "الدونكى"، ولم أفهم كيف تكون تلك اللعبة، هل سيتنافسون فى النهيق؟ وهل هناك لعبة "مانكى"؟ مش غريبة فهم قرود بلا شك.
وبعد قليل ثارت عاصفة من التراب والتف الأطفال حول الجدة التى تكومت أرضا فى منافسة للجرى مع الأحفاد، تفوقت فى الجولة الأولى ثم تكومت فى الثانية.
وقرابة المغرب بدا وكأن حزمة من القصب تسير وحدها بين الحقول، حتى صعدت الحزمة إلى الفراندة، وفى دقائق تحول المكان إلى كومة من مصاصة القصب والنمل، ولما أراد الأب أن يقضى معهم سهرة ثقافية تبسط لهم العلم.. كانت غلطة عمر.
فحين سألهم عما يعرفونه عن خروج الكوكب بلوتو من المجموعة الشمسية.. لم يستطع أن يلاحق الإجابات:
- تأخر بره دون أذن فطرده أبوه.
- المجموعة قفشته بيشرب سيجارة لف فطردته.
فأراد أن يغير مجرى الحديث وسألهم عن إسحاق نيوتن فقالوا إنه من اكتشف الشيشة تفاح، فسقطت الجدة والأم فى النوم فاقدتا الوعى، وكانت فرصة الأطفال الذهبية.