«الشهيد فؤاد هندى» الابتدائية.. عمرها 90 عاماً وكانت منزلاً فى «الثلاثينات»
مدرسة «فؤاد هندى» غير جاهزة للعملية التعليمية
بيت قديم يعود عمره إلى ثلاثينات القرن الماضى، قرر صاحبه أن يتبرع به للمطرانية لكى يتم تحويله إلى مدرسة، وبالفعل أصبح المنزل مدرسة أُطلق عليها مدرسة «الشهيد فؤاد نصر هندى الابتدائية بنات»، بوابة صغيرة وُضع عليها باب عتيق، مفتوح دائماً على شارع جانبى، فى مدينة «ببا» بمحافظة بنى سويف، على شمال الباب حجرتان صغيرتان تم تزيين جدرانهما بلوحات كبيرة يتضح منها أنها رسومات لأطفال فى سن لا تتعدى خمس سنوات، طيور مختلفة وحيوانات كثيرة وحروف اللغة العربية وبجوارها حروف اللغة الإنجليزية ووُضع بجوار كل حرف حيوان أو نبات أو طير لتوضيح أسماء الحروف وتسهيل الحفظ على الأطفال الصغار الذين لا يزالون فى سن الحضانة.
مدرس: عندما أدخل الفصل لا أجد مكاناً أجلس فيه «من كتر التخت المرصوصة»
الحجرتان الصغيرتان لا تتعدى مساحة الواحدة منهما 16 متراً مربعاً، وهما مسقوفتان بالألواح الخشبية، وعُلق فى منتصف كل حجرة مروحة سقف لترطيب الجو الخانق، وفى كل غرفة شباك صغير أعلى الجدار وبالقرب من السقف يُفتح فى أوقات معينة للتهوية، وهاتان الحجرتان تم بناؤهما حديثاً مقارنة بعمر المبنى القديم الذى يزيد عمره على الـ90 عاماً تقريباً. إما على يمين الباب فيوجد ممر صغير، بمجرد الدخول فيه ستجد هناك مكتباً لمديرة المدرسة كانت تجلس فيه مجموعة من المعلمات بعضهن يتحدثن فى أمور خاصة والبعض الآخر يستعد للعام الدراسى الجديد بتحضير الجداول والحصص ومراجعة قوائم التلاميذ وغيرها من الاستعدادات.
وفى نفس الممر، هناك غرفة مليئة بالمقاعد (التخت) التى يجلس عليها الطلاب، مقاعد جديدة لكنها مكدسة بشكل رهيب تهدد بانتشار الأمراض فى فصل الشتاء، خصوصاً الإنفلونزا بسبب العدد الرهيب فى الفصول، فى الجهة المقابلة لهذا الفصل، ممر طويل به عدة فصول ومعمل للكيمياء، ثم دورات المياه وحائط ملىء بالصنابير التى يظهر من شكلها أنها قد تم تركيبها للتو، وفناء صغير لا يزيد عرضه على 7 أمتار فى طول 10 أمتار.
وهناك باب ضخم بضلفتين يشبه الأبواب التى يتم تركيبها على المنازل القديمة، مفتوح منه ضلفة واحدة والأخرى مغلقة، وهو يؤدى إلى سلم صغير يكاد يتسع لشخصين متقابلين، يؤدى إلى الدور الثانى، فى الدور الثانى عدد من الفصول الضيقة المكدسة بالمقاعد، ومكتبة كبيرة للوصول إليها يجب الخروج إلى شرفة واسعة ثم الدخول إلى المكتبة.
وقال أحد المدرسين لـ«الوطن» إن الكثافة الطلابية داخل الفصول عالية جداً، ويجب أن تقل، خصوصاً أن الفصول صغيرة للغاية ولا تستوعب هذا العدد الكبير، فالمدرسة عبارة عن بيت قديم، والغرف تم تحويلها إلى فصول، وهى صغيرة جداً، لا تتسع لهذا العدد من التلاميذ: «يعنى المدرسة فيها 12 فصل على نحو 597 تلميذ، لما المدرس ييجى يدخل الفصل مابيلاقيش مكان يقعد فيه من كتر التخت المرصوصة، والتلميذ علشان يدخل يقعد مكانه لازم يمشى من فوق التخت علشان يقدر يوصل، مابنعرفش نشرح من كثافة الطلاب».