"أشرف" عبر "فيس بوك" يلم شمل أبطال أكتوبر:"هنعمل رابطة مقاتلين"
حرب أكتوبر- صورة أرشيفية
شهادة عبور لأحد أبطال حرب أكتوبر طبع عليها ختم النسر، وتركت عليها عوامل الزمن خطوطا عريضة، تحولت إلى عاصفة من التعليقات في حب الوطن وتحية لأبطال النصر، على إحدى الصفحات الخاصة بأهالي قرية شبرازنجي، إحدى قرى مركز الباجور التابع لمحافظة المنوفية، بعد أن نشرها أحد أبناء القرية رغبة منه في حصر أبطال الحرب من أهل بلدته، الذين لايزالون على قيد الحياة وتكريم أسر الشهداء منهم.
توصل أشرف طاهر، ابن شبرازنجي، إلى هذه الطريقة لجذب أنظار أبطال الحرب وأبنائهم وأحفادهم، على الصفحة الخاصة بأبناء القرية التي دشنها منذ عدة سنوات من أجل الربط بين الأسر والتجمع في المناسبات والأعياد، وطالب من الجميع كتابة أسماء أو نشر صور ذويهم ممن شاركوا في الحرب لتكريمهم وتسليط الضوء عليهم وبخاصة الرتب الصغيرة، حسب قوله.
ولم يمر على نشر الصورة عدة دقائق حتى تفاجأ بسيل من التعليقات تحوي أسماء أبطال الحرب، وحسبما أكد في حديثه لـ"الوطن" فإن بعضهم كان يعرفه من قبل بشكل شخصي، وآخرين لم يسمع عنهم من قبل يروون قصصا لبطولاتهم وبطولات آبائهم وأجدادهم،"مكنتش متخيل إن كل الناس دي من ولاد قريتي شاركوا في الحرب ولسه في منهم ناس عايشة ومحدش يعرف عنهم حاجة".
تنوعت بطولات أهالي قرية شبرازنجي، في الدفاع عن الوطن خلال حرب أكتوبر، منهم من لا يزال حيا، ومنهم من شارك في ميدان المعركة ووقع أسيرا في يد العدو وتفنن في التحايل عليهم حتى نجح في الهرب، وآخرون شاركوا في نقل الجرحى والمصابين بسيارات الإسعاف، حتى أن أسرا وقتها أرسلت اثنين من أبنائها في الحرب في نفس الوقت، أحدهما استشهد والآخر ظل مثابرا في وجه العدو، حسبما جاءت في التعليقات على هذا المنشور الذي تحول خلال ساعات إلى ساحة تعارف بين أهالي القرية، حسب قول طاهر.
قرر ابن القرية التعرف على المشاركين في التعليقات بشكل شخصي وتواصل معهم، حتى ذهب إلى منازل بعضهم، وقال منبهرا بروايات الأهالي: "اتأكدت بنفسي من الناس اللي كتبت أسامي في التعليقات وعديت على عدد منهم في بيوتهم واتعرفت عليهم وسمعت منهم حكايات رائعة ومبهرة عن الحرب، في ناس منهم كنت بتعامل معاهم عادي ومكنتش أعرف إنهم أبطال للدرجة دي".
فكر طاهر في تكريم معنوي لأبطال الحرب من أهل قريته، فطبع شهادات تقدير بأسمائهم يتسلمها من ظل حيا منهم حتى الآن، وينوب عن الشهداء أبنائهم وأحفادهم لتوزيعها عليهم وفكر في تجميعهم في العام القامقبل باحتفالية كبيرة بإحدى الجمعيات الأهلية بالقرية، "بفكر السنة الجاية نكون عملنا ليهم رابطة مقاتلي حرب أكتوبر، وفي جمعية في البلد ممكن نتجمع فيها ونعمل فيها احتفال ليهم".