«نفسي أشوف زمايلي في الكتيبة».. أمنية العريف «شنن» كادت أن تتحقق
شهادة تقدير شنن
قبل 3 أعوام، كان «محمد شنن» أحد أبطال حرب أكتوبر، لا يتوقف حديثه عن أصدقائه في الحرب، يروي لابنه الأصغر «عمرو» ما يتذكره من مواقف، عندما كان برتبة «عريف» في سلاح المهندسين، كانوا يتقاسمون الأكل وقت الثغرة، يخبر ابنه: «أمنيتي أشوف زمايلي في الجيش قبل ما أموت.. وحشوني»، وهي الأمنية التي كاد «شنن» أن يحققها قبل وفاته بعام.
كان «عمرو» الابن المقرب لوالده الذي شارك في حرب أكتوبر «محمد صادق شنن»، حسبما يروي لـ«الوطن»: «كان بيحكيلي كل حاجة.. وذكريات كتير بينه وبين أصدقاءه»، إضافة إلى ذلك، فإن والده كان يعشق الجيش ويقدسه: «لما أخدت إعفا.. والدي قلب البيت ميتم».
قبل وفاة والده بعام، فكر «عمرو» في تحقيق حلمه: «كنت عايز أخليه يتواصل مع الناس اللي حاربوا معاه»، توجه إلى جمعية المحاربين القدامى، فأخبروه بضرورة أن يكون والده من المصابين لكي يشترك فيها، وأمام خيبة الأمل التي تعرض لها، خطرت في باله فكرة، عرضها على أحد أصدقائه فرحب بها، وبدأ على الفور في التنفيذ.
على قدم وساق، بدأ «عمرو»، الشاب الثلاثيني، في البحث عن أشخاص شاركوا في حرب أكتوبر، ونجح في الوصول إلى 30 منهم، لكنه فشل في الوصول إلى أحد من زملاء والده في نفس الكتيبة: «الأمر صعب جدًا ويحتاج إلى البحث في السجلات العسكرية عشان أعرف بيانات الناس دي واتواصل معاهم».
بالمجهود الذاتي، أقام «عمرو» بمعاونة أصدقاء له، حفلًا لتكريم المحاربين، من بينهم والده: «كان كل همي أشوف والدي مبسوط»، وهو ما تحقق بالفعل، حيث حضر الحفل مأمور مركز حوش عيسى بمحافظة البحيرة، حيث يقيم هو ووالده الذي كان يعمل تاجرًا في الدراجات البخارية قبل وفاته.
توفي العريف السابق «صادق شنن» في عام 2014، بعد أن نجح نجله في تحقيق جزء من حلمه، بلقاء المحاربين، الذين شاركوا معه في الحرب: «مش هنسى سعادته في اليوم دا.. كان مبسوط كأنه رجع جندي تاني في الجيش».