لهذه اللعبة لغة خاصة بها، عليك أولا أن تحفظ المفردات، وهي ليست بكثيرة، فقط خمس كلمات، لكل كلمة معنى: الكلمة الأولى واسمها fold وتعني أنك تود الانسحاب، والكلمة الثانية واسمها raise وتعني أنك تراهن بضعف المراهن عليه، والكلمة الثالثة واسمهاall in معناها أنك تراهن بكل ما تملك، والكلمة الرابعة واسمها call وتعني أنك تقبل الرهان، والكلمة الخامسة واسمها check وتعني أنك تطلب رؤية المزيد من الأوراق.
ياإلهي كيف لي أن حفظ كل هذا، دعني أشاهدكم الليلة فحسب، وسألعب معكم في المرة القادمة! وجهت كلامي إلى سباستيان.
لا، ستعلب معنا، وسنساعدك في المرة الأولى، لا تقلق من الخسارة. أجاب سباستيان في حزم، ثم واصل شرح اللعبة نظريا، قال:
في البداية يحصل كل لاعب على ورقتين، ثم يبدأ الرهان بوضع مبلغ من المال المتمثل في أوراق بلاستيكية مختلفة الألوان، لكل لون سعر، فمثلا اللون الأخضر لعدد واحد يورو، والأزرق لنصف يورو، والأحمر لعشرة سنتات، وهكذا، ثم بعد ذلك توضع ثلاثة أوراق على المنضدة، ويبدأ اللعب.
بدت قواعد اللعبة صعبة للغاية، ولكني قررت أن أخوض التجربة. كنت كمن وقع في البحر على حين غفلة، وهو لا يعرف من العوم سوى اسمه. لو كنت أعرف أنني سألعب هذه اللعبة لكنت بحثت عنها في جوجل العظيم، فبلا شك يعرفها.
كنت ألعب بتحفظ شديد، وأسأل من بجواري المساعدة، كنت تائها، ولكني كنت أحرز تقدما، كنت أكسب ولا أخسر، وظن الجميع أن مساعدة من هم بجواري هي السبب في ذلك، والحق كذلك، فلولاهم لخسرت كل ما أملك من أوراق، وارتفعت الأصوات تطالبهم بألا يساعدوني بعد الآن، وأصبحت ألعب وحدي، وأصبحت أخسر، خسرت كثيرا، ونظرت إلى ما في يدي من أوراق فلم أجد سوى خمسة، فقررت أن أراهن عليهن جميعا، وراهنت، وكانت المفاجأة: كسبت جميع أوراق اللعب الموجودة أمامي! ياللفرحة! تحمست أكثر، فعاودت الكسب، وبدا الأمر مسليا، وأصبحت أكثرهم أوراقا، أحصيتها فتجاوزت الثلاثين يورو. كان الحظ معي، وكان الجميع يرمقونني بأعينهم مندهشين، كيف لي أن أتغلب عليهم وليس لدي سابق معرفة باللعب، وكانت إجابتي: لقد أذهبت الخمر عقولكم، أما أنا فمازال عقلي يعمل.