المقاهى والمطاعم «مفتوحة على الفاضى»
لم تلقَ مقاهى ومطاعم الأقصر مصيراً أقل سوءاً من البازارات فى شارع السوق السياحية أو فى غيره من نواحى محافظة الأقصر التى تعانى فى الوقت الحالى من ركود اقتصادى سببه تراجع مؤشرات النشاط السياحى بالمحافظة. «الوطن» حاولت الاقتراب من وضع المطاعم والمقاهى بالأقصر التى تضررت فى ظل الأوضاع الراهنة. «ممدوح مهدى» يمتلك مقهى فى السوق السياحية، يقول: «مع تأثر قطاع السياحة كل شىء بيتأثر. طول ما فيه حركة فى البلد، فهناك حركة فى كل القطاعات وكل المحلات والقهاوى هتبقى شغالة. هنا فى القهوة كان عندى 15 عامل شغالين على ورديتين قبل كدة ماكنوش بيلاحقوا على الزباين فى نزول المشاريب وحسابهم.. لكن أمر ربنا بقى اضطريت أستغنى عن بعضهم، لأن الشغل قل جداً وبقيت بأكتفى باتنين بس فى كل وردية، الحال واقف فعلاً».
يشير «ممدوح»، صاحب المقهى الموجود بالشارع السياحى، إلى ارتفاع أسعار السكر بنحو 5% عن أسعاره منذ فترة، الزيادة التى لا تقابلها زيادة فى دخله من المقهى الذى يمتلكه «من يوم 25 يناير والسياحة متأثرة وطبعاً مفيش سياح أو زوار للأقصر. «زمان كان زبائن القهوة يطلبون عصائر ومشروبات ذات أسعار مرتفعة.. اليوم 90% من الطلبات شاى أو قهوة»، يقول صاحب المقهى الذى يقول إن كل من فى الأقصر تأثروا من تراجع السياحة حتى أولئك الذين يشتغلون فى مسح الأحذية. تضم السوق السياحية بالأقصر مطاعم كثيرة، منها ذلك الذى يمتلكه محمود سلطان أحمد بالمشاركة مع إخوته عند أحد طرفى الشارع، ووفقاً لـ«سلطان» فإن أرباح المطعم تراجعت فى السنوات الأخيرة بشكل ملفت ما اضطر إدارته للاستغناء عن بعض العمالة فيه، ويتساءل محمود سلطان ساخراً: «لو كان زمان ممكن يدخلى 100 زبون فى اليوم النهاردة مبيدخلش 15 زبون.. زمان كان ممكن فوج سياحى يحب ياكل، فالمرشد السياحى المرافق لهم يطلب منى عدداً معيناً من الوجبات.. دلوقتى مفيش سياحة أصلاً وبالتالى مفيش سياح ممكن ياكلوا عندى.. إضافة لأن دخول المصريين الشغالين فى السياحة انعدمت تقريباً ودول كانوا أكتر زباينى.. الناس مبقاش معاها فلوس هتقعد تاكل فراخ ولحمة؟».
اختلفت أوضاع المطعم بالكامل، بحسب ما يكرره محمود سلطان الذى يقول إنه لم تعد هناك ضرورة لإبقاء المطعم مفتوحاً طيلة اليوم، فأصبح هناك اكتفاء بـ«ورديتين» فقط من العاشرة صباحاً، وحتى منتصف الليل تقريباً، الأمر اضطر «سلطان» وإخوته إلى الاستغناء عن «6» من العمال بالمطعم والاعتماد على إخوانهم الصغار وأولاد عمهم كعمالة للمطعم لا تكلفهم كثيراً مثلما كان فى السابق. رغم ما وصلت إليه الأوضاع فى مطعم محمود سلطان، فإن مدير المطعم يرى أنه كان حسن الحظ مقارنة بأصحاب بعض المطاعم التى اضطر أصحابها لإغلاقها وعدم فتحها منذ شهور، خصوصاً أنه لا مجال لبيع أى شىء فى ظل الركود الذى طال الجميع تقريباً، وفقاً لـ«سلطان». فى فترة الرواج السياحى، كان يمكن لكل عامل فى أى مطعم أو مقهى أن يحصل على عشرات الجنيهات يومياً كـ«بقشيش» خاص به، «دلوقتى لو الجرسون عمل 3 أو 4 جنيه يبوس إيده وش وضهر»، يقول «محمود» وهو يضحك ضحكة خفيفة.
يدير أحمد عبدالعزيز مقهى ومطعماً فى محيط معبد الكرنك بالأقصر، ورغم أن المطعم لم يتأسس منذ فترة طويلة، فإن «عبدالعزيز» يؤكد أنه لم يحقق الإقبال المنتظر «الحال نفسه فى الفنادق العامة التى تشهد إشغالاً ضعيفاً فى هذه الأيام رغم أننا على أعتاب فصل الشتاء ولا أحد يعلم ما الذى يخبئه لنا الغد».
مدير المطعم السياحى الموجود بمحيط المعبد الأثرى الفرعونى يتوقع أن تتحسن أوضاع كل القطاعات والأنشطة الاقتصادية فى الأقصر بمجرد تحسن أوضاع السياحة بالمحافظة التى تعتمد بشكل شبه كامل على الاقتصاد السياحى، وقتها سيزداد عدد الزبائن فى كل المقاهى، مثلاً لو هناك مجموعة من السياح زاروا المعبد سيدخل بعض السياح إلى مطعمى لتناول وجبة سريعة أو شرب عصير بارد وقد يذهب بعضهم لشراء حلوى أو شيكولاتة من أحد المحلات، إذن، عودة النشاط مرة أخرى للأقصر مرهون بعودة السياحة على وجه الخصوص».
أخبار متعلقة
«الوطن» ترصد مأساة «عاصمة العالم القديم»: معابد مهجورة.. فنادق خاوية.. وأحوال ناس «تصعب ع الكافر»
سائقو الحناطير: «لما نلاقى ناكل.. نبقى نأكَّل الخيول»
«هولندية» تنقذ الخيول من الموت بـ«قليل من الطعام»
السوق السياحى.. «فين أيام البيع والشرا»
فى المعابد.. مرشدون بلا سياحة
الفنادق والبواخر العائمة.. قليل من الزبائن كثير من المديونيات
المراكبية: «بناكل ونشرب بس اللى جاى مش مكفى اللى رايح»