في حضرة "سيدي الفرغل".. وليمة نذور وحطب عصاري ونزال صعيدي "للرجال فقط"
زوار الفرغل
اشتهر مولد العارف بالله السلطان الفرغل بلعبة فن التحطيب، ويقطع عاشقي اللعبة مئات الكيلومترات للمشاركة في احتفالات المولد ومزاولة المهنة التي لا يتاح لها ذلك إلا خلال احتفالات المولد، حيث تنتشر حلقات التحطيب بالميدان ساعات العصاري بالساحة، ويشارك فيها رجالًا مشهورين بحرفيتهم في اللعبة بغرض الاستمتاع واللهو.
ويشهد ميدان "العارف" عروضًا وتسابقات للعبة فن التحطيب على مدار أيام الاحتفالات بالمولد، وهي مسابقات النزال بالعصا التي يشتهر بها الصعيد وتقتصر فيها المنافسة على الرجال فقط.
صديق علي، أحد زوار الفرغل والمشهورين بالتحطيب، من محافظة قنا ويأتي سنويا لمولد السلطان الفرغل ويشارك جميع المتسابقين "اللعبة عبارة عن مبارزة بالعصا بين رجلين يحيط بهم المتفرجون في حلقات، يصفقون كلما أوجع البطل خصمه بالعصا حتى يطيح به بعصاه ويسقط أرضا".
"مهارة اللاعب تكمن في تفاديه ضربات خصمه حتى لا تصل للأماكن المقصودة فى جسده، وذلك باستخدام العصا فى الدفاع والهجوم، وهو ما يثير إعجاب الحضور لينتهي الأمر بطيران عصا أحد الخصمين والسقوط أرضا، وبذلك يكون هو الفائز" حسب الزائر "علي".
يحتفل الآلاف من أبناء الطرق الصوفية كل عام بمولد العارف بالله السلطان الفرغل، وتبدأ الاحتفالات بمسيرة كبيرة ينظمها عدد من الطرق الصوفية وأبناء عائلة الأشراف، تضم الجمال والخيول تجوب كافة أرجاء المدينة، وذلك إعلانا ببدء الاحتفالات.
وتشهد مدينة أبو تيج خلال فترة الاحتفالات رواجًا تجاريًا ويتوافد الزائرون على المدينة من أنحاء الجمهورية، وتتحول شوارع وساحة مسجد الفرغل إلى سرادق "خدمات"، وولائم يقدم فيها الذبائح والنذور يقيمها أبناء الطرق الصوفية ومريدي صاحب المقام وأهالي المدينة؛ لخدمة زوار سلطان الصعيد القادمون من كافة أنحاء الجمهورية.
سرادقات الذكر وأناشيد المدح لكبار المنشدين، هكذا يحرص مريدي "سيدي الفرغل" على إحياء ليالِ المولد، خاصة الشيخ ياسين التهامي وأبنائه الذين يحرصون على إحياء الليلة الختامية وليلة أبو حسيبة سنويًا.