مرارة وانزلاق وضعف نظر وعدم توازن و82 سنة.. وبتشتغل!
«سميرة» بائعة الأدوات المنزلية فى سوق إمبابة
بصعوبة شديدة تحدد ملامح من يتحدث إليها، لا تميز البضاعة الموجودة أمامها، إذا وقفت بضع دقائق تفقد توازنها، تحاول الإمساك بأى شىء بجانبها، حتى تستطيع الجلوس. بلغت سميرة أحمد، من العمر 82 عاماً، ومع ذلك ترفض الجلوس فى المنزل: «أمال مين هيصرف عليّا». مع بزوغ الشمس، تنزل من منزلها متوجهة إلى سوق إمبابة، لديها عزة نفس تمنعها من أن تمد يدها لأحد حتى لو زاد عليها الألم واشتد عليها الجوع: «لو فيه لقمة باكلها، مفيش بقفل الباب عليا وما بطلبش حاجة من حد».
تعمل «سميرة» منذ أن كانت فى العاشرة من عمرها، تزوجت وهى فى سن الـ12، لم تتوقف عن العمل، باعت الفاكهة، ثم الخضراوات: «بقالى 70 سنة بشتغل، جربت كل حاجة فى البيع والشراء، أنجح مرة وأفشل وأتعب مرة وكله علشان أساعد جوزى اللى كان شغال فى المعمار».
عندما تأتى سيرة زوجها الراحل تبكى بشدة، فبعد 11 عاماً من رحيله تبدل حالها، أصبح الحزن على الفراق سبب بكائها يومياً: «كان بيخش عليا دايماً وهو بيضحك، كان حنين، وعمره ما كان يزعلنى».
تماسكت رغم الألم وصعوبة الفراق، ظلت تعمل من أجل أبنائها حتى ساعدتهم على الزواج، وتعمل يومياً لتساعد ابنتها التى توفى زوجها، بالإضافة لشعورها بمسئولية نحو 15 حفيداً: «هعمل إيه، أنا تعبت بس كان لازم أبقى بمليون راجل علشان أواجه الحياة، ولما ببكى بيبقى غصب عنى».
ذهبت لأطباء كثيرين من أجل آلام الظهر دون فائدة: «قالولى الفقرات منتهية خالص»، أما أطباء العيون فأخبروها بأنها تحتاج لعملية تتحمل هى مصاريفها: «ماعملتهاش وقلت الحمد لله، ربك كريم، حتى الأكل ما عرفش آكل بسبب سنانى اللى واقعة، والمرارة بتقوم عليا تخلى بقى مر علقم».
مع كل تلك الصعاب، لا تتمنى سوى أن تكون قادرة على الاعتماد على نفسها دون الحاجة لأحد: «بحلم ربنا مايحوجنيش لحد، وماطلبش أى حاجة من حد خالص».