الحوار الكامل لوزير المالية مع الإبراشي: "لا زيادة في أسعار المحروقات"
الدكتور محمد معيط وزير المالية
قال الدكتور محمد معيط وزير المالية، إن كلمته التي ألقاها للشباب في إحدى الندوات بأن "ابن الخفير أصبح وزيرًا" لم تكن مرتَّبة ولكنه كان وسط شباب لديهم مشروعات وبطبيعة الحال كانت تقف أمامهم عقبات وتحديات، وقال هذا التصريح خوفًا من أن يصابوا بالإحباط.
وأضاف "معيط": "الشباب دي كانت محتاجة حد يعطيها أمثلة على أرض الواقع، الناس دائمًا كانت بتردد مفيش حد بيوصل للمناصب إلا بالواسطة، عايز أقولهم إن اللي في المناصب دلوقتي زيهم زيك، قابلتهم تحديات وصعوبات وتغلبوا عليها واعتمدوا على الله، كل ما يقعوا يقفوا تاني".
وتابع معيط: "مش عايزين حد يحبط الشباب ويقوله محدش بقي بيوصل إلا بالواسطة، أنا والدي كان خفير وأصبحت أستاذ جامعة ثم وزيرا في الحكومة المصرية، أيوة منقدرش ننكر وجود الواسطة، بس خليكوا ديما عندكم أمل"، مناشدًا الشباب ببذل أقصى ما في وسعهم والسعي والإخلاص في العمل، موضحًا أن مصر تُعطي الفرصة لمن يجتهد ويخلص فيها، ولمن يحاول أن يتعامل مع الصعاب ويجتهد في مجاله، مستشهدًا بنفسه "والدي كان خفير وبقت وزير مالية مصر لا تقولي بقى واسطة ولا حاجة".
وأكد معيط أن معظم الشباب لا ينجح بواسطة، ويسافرون للخارج ويتفوقون هناك بلا أي واسطة، موضحًا أنه يجب على الجميع أن يكون لديه تحدي ومواجهة الصعاب، "حلاوتها في الصعاب والتحدي والأمل والألم".
وأوضح معيط، أنه كان يدرك جيدًا أن إجراءات الإصلاح الاقتصادي وتحرير سعر الصرف كانت سيصاحبها ألم للكثير للبعض، موضحًا أن أكثر طبقة تأثرت بتلك الإجراءات هي المتوسطة، كما أن تلك الطبقة تأثرت وتألمت أكثر من الطبقات الفقيرة "معلش ممكن يزعلوا مني بس هي دي الحقيقة"، على حد قوله.
ولفت "معيط"، إلى أن الحكومة بذلت جهدًا من أجل تكوين شبكة حماية اجتماعية، من خلال وضع حد أدنى للمعاشات، وإطلاق مبادرة تكافل وكرامة، وغيرها، موضحًا أن توافر السلع في الأسواق وكذلك الأدوية بسعر أغلى أفضل بكثير من عدم توافره من الأساس.
وشدد معيط على اتخاذ إجراءات الإصلاح الاقتصادي كان أمر ضروري وليس له بديل، موضحًا أن الشعب المصري كان فيه وضع صعب قبل تحرير سعر الصرف، فكانت لا توجد كهرباء لتشغيل المصانع، وكان هناك تسريح كبير من العمال من المصانع بسبب توقفها بسبب الكهرباء وعدم توافر الغاز وقطع الغيار.
وأضاف "معيط"،: "وإحنا بنصلح الاقتصاد سببنا للناس ألم، بس معلش بصراحة مكنش فيه بديل عن كده"، موضحًا أن البعض توقع سقوط مصر بسبب الأزمة المالية بعد فشل محاولات البعض في الوقيعة بين الشعب المصري وقياداته.
وأشار إلى أن البعض عندما فشلوا في إسقاط مصر من خلال التناحر بين شعبها، أو الوقيعة بينهم وفشل محاولات ذرع فتن طائفية، اعتمدوا على ضرب مصر من الجانب الاقتصادي، مضيفًا: "مكناش قادرين نجيب الدواء للشعب".
وقال وزير المالية، إن إيرادات الدولة في العام المالي الجاري تبلغ 929 مليار جنيه، منها 817 مليار فوائد وأقساط، موضحًا أن 40% من إيرادات الدولة كانت تذهب إلى الدعم فقط، واستمراره بالنسبة نفسها لسنوات كان خطأ مؤكدًا أنه لا توجد زيادة جديدة في أسعار الكهرباء والمواد البترولية في العالم المالي 2018- 2019.
من ناحية أخرى، أكد وزير المالية أن تطوير قطاعي الصحة والتعليم وتوفير سكن ملائم للمواطن يحدان من زيادة الأسعار، مؤكدًا في الوقت ذاته أن الزيادة السكانية سبب رئيسي في زيادة الأسعار وليس الإصلاح الاقتصادي فقط.
جاء ذلك خلال حوار خاص للدكتور محمد معيط وزير المالية مع الإعلامي وائل الإبراشي في برنامج "كل يوم"، على قناة "ONE".
وعمل معيط نائبا لوزير المالية لشؤون الخزانة العامة ورئيس وحدة العدالة الاقتصادية بدءا من مارس 2016 وحتى اختياره وزيرا في التشكيل الجديد.
ولمعيط خبرة كبيرة في دولاب العمل الحكومي حيث عمل منذ عام 2007 مساعدا لوزير المالية لشؤون التأمينات الاجتماعية في عهد يوسف بطرس غالي آخر وزير مالية في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك.
واستمر معيط في منصبه مساعدًا لوزير المالية بعد ثورة يناير وحتى استقالته في عهد الإخوان المسلمين عام 2013، ثم عمل بعدها نائبا لرئيس هيئة الرقابة المالية حتى عام 2015، كما شغل منصب القائم بأعمال رئيس الهيئة.