فاطمة الوارث.. من التدريس إلى «فن الكروشيه» إثر حادث أليم
«فاطمة» تغزل إحدى القطع الفنية
إثر حادث أليم، ورحلة نجاح بدأت بعد الخامسة والثلاثين من العمر، تجلس «فاطمة الوارث» على الكرسى المتحرك تمسك بيد إبرة، وباليد الأخرى تضبط ما تم غزله بخلفية بيضاء، امتزجت بألوان مختلفة، فتخرج من فن «الكروشيه» أعمالاً بأحجام كبيرة غير التى تعودنا عليها، مثل السجاد والمفارش وحتى أغطية المقاعد وغيرها من منتجات الكروشيه الصغيرة المعتادة كالشال والكوفية والطاقية.
«فاطمة» ذات الأربعين عاماً، لم يدر ببالها قبل خمس سنوات أنها ستترك مهنة التدريس إثر حادث جعلها غير قادرة على الحركة، فلم تستطع أن تذهب للمدرسة غير المجهزة لحركة ذوى الاحتياجات الخاصة، لتفتش فى ذاكرتها عن موهبة قديمة تستعيدها، فكان «كروشيه الطفولة» هو الموهبة العائدة من الماضى ومصدر الأمل فى النجاح المستقبلى. لم تنتظر «فاطمة» فنانة الكروشيه أن يمد لها أحد يد العون أو العطف بعد الحادث، ولكنها بدأت مشروعاً تعمل فيه من منزلها، ليزداد طموحها فى أن تمتلك سجلاً تجارياً وبطاقة ضريبية إلى محل يحمل اسمها حتى يصبح يوماً ما «ماركة معروفة» يقتنيها العميل دون تفكير وبكل ثقة وبحس فنى يمكنه من تقدير مثل هذه الأعمال. وبإبرة وخيوطٍ بألوان متعددة، التحقت «فاطمة» بمؤسسة الحسن وتدربت على الكروشيه، وتصفحت الإنترنت لكى تزيد من مهاراتها، لتبدأ مشروعاً جديداً بمفردها تساعدها فيه ابنتها، ثم توسع العمل وزاد الإقبال فقامت بتعيين 3 عاملات يساعدنها على تلبية احتياجات عملائها، الذين تسعى لزيادتهم من خلال الوجود فى المعارض المختلفة وبمنتجات لم يسبقها الكثيرون إليها.
«فقدان الحركة» بعد الـ35 دفعها لاستعادة تجارب الطفولة
وما بين تنقل البضاعة بين المعارض وانتقال «فاطمة» معها وكونها ليست اسماً معروفا أو غير تابعة لشركة ما وإنما تعمل بشكل مستقل، تواجه سيدة الكروشيه بعض المتاعب، غير أنها تواجه كل هذه العوائق بكل عزم وإيمان أنها ستصل يوماً ما لتحقيق النجاح: «أنا على يقين أن الرزق بيد الله وأن السعى والعمل الجاد واجب لا بد منه».