مفاجأة فى قضية تهريب وترخيص 94 سيارة ليبية: «مرور القاهرة» استخدمت سيارة مسروقة فى التنقلات بعد تغيير ملامحها
ظهرت مفاجأة فى التحقيقات التى تجريها وزارة الداخلية ونيابة حوادث غرب القاهرة فى قضية تهريب 94 سيارة ليبية وترخيصها فى مرور الوايلى وبيعها لضحايا، تبين أن المتهمين الخمسة الهاربين عرضوا على رئيس وحدة مرور الوايلى تغيير سيارة العمل التابعة لوزارة الداخلية وهى ماركة عام 1992 وقالوا له إن السيارة لا تليق به كرئيس وحدة وتبين أنهم حصلوا على رقم السيارة والشاسيه الخاص بها واستبدلوا بها سيارة حديثة لتكون تابعة لوزارة الداخلية وحصل المتهمون على سيارة الوزارة وكان الضابط حتى القبض عليه وحبسه يستخدمها فى تحركاته كرئيس وحدة ولم يسأله أحد عن مصدرها وكيفية تغيير سيارة مرور القاهرة.
وأمر أحمد حبيب رئيس نيابة حوادث غرب القاهرة بضبط وإحضار السيارة الحديثة التى أصبحت تابعة لوزارة الداخلية وأحالها إلى الأدلة الجنائية بالوزارة وأثبت الفحص أنها تعرضت لـ«لحام» وتغيير فى بعض ملامحها وقرر رئيس النيابة التحفظ عليها وأمر بضبط سيارة مرور القاهرة التى حصل عليها المتهمون الهاربون.
وكلفت وزارة الداخلية أمس فريقا من مباحث ومرور القاهرة بضرورة ضبط وإحضار المتهمين الهاربين وتقديمهم للنيابة وحصل فريق البحث على أسماء المتهمين كاملة ومحال إقامتهم وانطلقت مأموريات من ضباط وأفراد الشرطة لضبط المتهمين .وقالت مصادر أمنية لـ«الوطن» إن المتهمين الخمسة الهاربين من القاهرة والأقاليم ولهم شركاء آخرون فى محافظات مختلفة بينهم موظفون فى إدارات المرور وشرحت المصادر أن المتهمين كانوا يشترون هذه السيارات من منطقة قريبة من حدود مصر الغربية مع ليبيا وهى سيارات حديثة تتجاوز قيمتها 500 ألف جنيه ويدفعون فى كل سيارة من 100 إلى 200 ألف جنيه. وأكدت المصادر أن قيادات فى وزارة الداخلية طلبت من مباحث القاهرة سرعة القبض على المتهمين وتقديمهم للنيابة خاصة أن الموضوع فى التحقيقات منذ شهرين كاملين وأن الشرطة لم تتحرك وتلقى القبض على المتهمين رغم تحديد أسمائهم ومحال إقامتهم.
وجدد أمس قاضى المعارضات بمحكمة جنوب القاهرة حبس رئيس وحدة مرور الوايلى وموظف الشباك ومهندس الفحص وموظفة الحاسب الآلى وموظفة المراجعة لمدة 15 يوما على ذمة التحقيقات بعد أن أمر المستشار أحمد البحراوى المحامى العام الأول لنيابات غرب القاهرة بحبسهم 4 أيام على ذمة التحقيق بتهم الرشوة والتزوير وتلقى أموال وهدايا عينية وسيارات والإخلال بواجبات عملهم والاشتراك بطريق الاتفاق والمساعدة مع متهمين هاربين على ارتكاب جرائم الغش والتزوير والنصب.
وكشفت تحقيقات أحمد حبيب رئيس نيابة الحوادث أن الضابط المتهم برتبة نقيب وأن المتهمين أعطوه سيارة حديثة كرشوة بالإضافة إلى سيارة أخرى تم استبدالها بسيارة الشرطة القديمة والتابعة لمرور القاهرة، وأضافت التحقيقات وتحريات العميد مجدى عنتر مدير مكافحة الرشوة بالإدارة العامة لمباحث الأموال العامة والعقيد موفق عبدالحميد بمرور القاهرة والمقدم محمد وهدان أن المتهمين الهاربين أعطوا موظف الشباك سيارة حديثة قيمتها 250 ألف جنيه وأعطوا أموالا وهدايا مادية وعينية لباقى المتهمين من موظفى وحدة المرور جارى حصرها والتحفظ عليها.
واتخذت نيابة الحوادث إجراءات حظر بيع السيارات الـ94 من واقع الملفات التى تتحرك بها تلك السيارات فى القاهرة والمحافظات بمعنى أن الضحايا الذين اشتروها من المتهمين لن يتمكنوا من بيعها وأن أجهزة الأمن ستضبط تلك السيارات والمتهمين قريبا.
وعن الضحايا الذين اشتروا السيارات وهم لا يعلمون حقيقة السرقة والتزوير، ضبطت أجهزة الأمن مساء أمس الأول سيارة حديثة ماركة «باجيرو» وتم التحفظ عليها بمعرفة النيابة العامة واستدعت قائدها وطلبت منه الأوراق ومن المقرر أن تستدعيه لمعرفة كيفية حصوله عليها وتعرفه على المتهمين الذين باعوها له وكشفت التحريات أن الـ 94 سيارة مسروقة ومهربة من ليبيا ودون أوراق وأن القائمين على هذه العملية 5 متهمين اشتروا السيارات من ليبيين واتفقوا مع رئيس وحدة مباحث الوايلى و4 موظفين آخرين على ترخيص تلك السيارات بأوراق ومستندات مزورة وبيعها لضحايا.
وقالت مصادر فى مرور القاهرة إن الإدارة كلفت ضابطا آخر وموظفين آخرين بتسيير أمور العمل فى الوحدة بعد القبض على رئيس الوحدة و4 موظفين بها.
وكانت مباحث الأموال العامة بوزارة الداخلية قد كشفت عن القضية وأفادت التحريات والتحقيقات أن 5 متهمين اتفقوا مع رئيس وحدة مرور الوايلى و4 موظفين بالوحدة على ترخيص 94 سيارة حديثة مهربة من ليبيا إلى مصر وبيعها وتبين أن تلك السيارات تتجاوز قيمتها 30 مليون جنيه وتبين أن المتهمين التسعة كانوا يرخصون تلك السيارات بأوراق ومستندات مزورة وتحمل لوحات لسيارات قيمتها فى السوق لا تتجاوز الـ 20 ألف جنيه.
وألقت مباحث القاهرة ومباحث مكافحة جرائم الرشوة فى مباحث الأموال العامة القبض على رئيس وحدة مرور الوايلى و4 موظفين بالوحدة.