جيمى كارتر
تميز الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر بالانضباط والمثابرة والإصرار، فضلاً عن أنه لا يحب الهزيمة أو الخسارة، فعندما قرر أن يترشخ لانتخابات الرسائة الأمريكية عام 1976، كان شخصًا مجهولًا فسخر منه الكثيرون، واعتبروا أن ترشحه للانتخابات "نكتة"، حتى أن أفراد أسرته اندهشوا بهذا القرار، وتفاجأت والدته بذلك فردت عليه بهدوء وبراءة قائلة "رئيس إيه بالظبط؟".
لكن مع كل هذا لم يتراجع "كارتر"، وأصر على الفوز فبذل قصارى جهده في الدعاية لنفسه في الانتخابات، وكللت جهوده بالنجاح، فحول النكتة إلى حقيقة بفوزه على منافسه وهو الرئيس الأمريكي الأسبق جيرالد فورد، بحسب كتاب "طرائف رؤساء أمريكا".
وتعرض الرئيس الأمريكي لمواقف محرجة عديدة بسبب لهجته الغريبة والطريقة التي يتحدث بها؛ لكونه من ولاية جورجيا أحد الولايات الجنوبية لأمريكا، فعندما كان طالبًا في الكلية البحرية طلب منه أحد طلاب الفرق الأكبر منه سنًا في الدراسة، أن يلقي عليهم نشيد اختراق جورجيا، فرفض الطالب نظرًا لكون النشيد به إهانة لولايته حيث يمجد "جانكيز خان" الذي احتلها بجيشه.
لم يقبل زملائه رفضه وإصراره فأرادوا أن يحملوه نتيجة هذا الموقف، فلم يكن أمام "كارتر" إلا أن يدفع الثمن باهظًا، فقد أدبه زملائه وكلفوه بأعمال شاقة على سبيل التكدير كعقاب له على رفضه إلقاء النشيد، ومع ذلك لم يكن أمامه إلا أن ينفذ الأوامر امتثالًا لنظام العسكرية المعمول به أنذاك.
وظلت أزمة نشيد جورجيا تلاحق الرئيس الأمريكي؛ حتى بعد تخرجه من الكلية البحرية، وفي أثناء جولاته في حملته الانتخابية عام 1976، أجرى زيارة لإحدى المدارس بولاية أريزونا، ووجه له الطلاب التحية، وألقوا أمامه نشيد اختراق جورجيا، فاندفع وهو يسترجع ذكريات الكلية البحرية قائلًا: "لا تظنوا أن هذا نشيد ولاية جورجيا فهو ليس نشيدنا على الإطلاق".
تعليقات الفيسبوك