م الآخر| الحنين
هناك مسافة لا تراها الأعين بين تلك الأقواس ()، وإلا أصبحت حلقة أولها أنا وآخرها أنا.. اللعنة على كل المسافات بيني و.. وبينك أنت.
في المسافات أقصر طريق هو الخط المستقيم بين نقطتين، هل يدركون كيف يكون الحنين في تلك المسافة؟.. قد يكون البعيد قدر خطوة واحدة والحنين قدر السنين، فالمحبين لا تعنيهم عقارب الساعة، أو مقياس المسافات.. فقط يحسب الزمن بمقياس الحنين.
بين نقطتين تتناثر كل الحروف.. عشوائية تلهث حتى يجتمع الطرفان ويرسمان هذا الخط المذكور، على أطرافه دقات القلب تعلو موسيقى لمشهد رومانسي غير مرئي، لا تهم الكلمات ولا النظرات، ربما يكون للهمسات رنين.
لا أدري إن كانت المسافات تستطيع أن تحكينا، كيف كان أول عناق، وكيف تختفي المسافات فجأة في لحظة اشتياق؟، هل تحكي عن أول سلام وأول كلام، لا تنسى المسافات النقاط، فهي ما يتبقى بعد المرور من النقطة الأولى إلى النقطة الثانية.
عند النقطة الأولى، تبدأ الأسئلة، لماذا أنتي، لماذا أنت؟.. نستبعد الإجابات خشية من المواجهة، وفجأة نرسم أول خطوة على الخط، حرفان يقهران الزمن والظروف، يقينًا بهم لا تجادل، ويأتي الاستسلام وتندفع المشاعر.
خطوة بخطوة على الطريق، يملكها فيطمئن، تقترب منه فتحترق، يتململ فتتودد، تبحث عن خطوة للأمام، يقف هو في المكان، يشعر بالدفء بينما تشعر بالبرد.. يقترب الخط المستقيم من الاكتمال، وقبل الوصول للنقطة الثانية يبقى سؤال.. لماذا؟
بين نقطتين، تأتي الحياة وتذهب، يقترب ويبعد، ثم يأتي الانسحاب، تحدث كل الأشياء، حتى الحياة والموت، فنحيا في كلمة ونموت بأخرى.. تتغير المشاعر، ويغادر المسافرون، أشعر بالإعياء، يمضي في طريقة ويبقى "الحنين".