رحلة مرضى السرطان للحصول على «الكارت الذكى»: شرط المرافق يُعجّزنا
صورة أرشيفية
صدمة معرفة الإصابة بمرض السرطان أقل كثيراً من ويلات رحلة العلاج المليئة بالآلام والانتكاسات والإحباطات، يضاف إليها مشقة السفر لأبناء الأقاليم لتلقى العلاج فى القاهرة، لذا بعد قرار هيئة السكك الحديدية بتوفير كارت سفر ذكى يساعد على التنقل مجاناً بالقطارات، سارع كثير من مرضى السرطان وذويهم إلى استخراج ذلك الكارت للاستفادة منه، خاصة مع إمكانية السفر على الدرجة الثانية المكيفة، التى تقلل شعور المريض بالإجهاد البدنى خلال الرحلة.
خمس رحلات أسبوعية، ذهاباً وإياباً، من دمياط إلى القاهرة، تقوم بها فاطمة محمد، لعلاج ابنتها «هنا»، 5 سنوات، من سرطان الدم فى مستشفى «57357». فى البداية كانت الأم تضطر إلى ركوب القطار المميز، الذى يستغرق أربع ساعات ونصف ساعة، لتقليل النفقات، وبعد صدور قرار هيئة السكة الحديد، صار الأمر سهلاً: «أخيراً أقدر أركب القطر المكيف من غير ما أدفع قرش واحد، مجرد أقول لهم إنى فى رحلة علاج لمرض السرطان بمستشفى 57357».
«السكة الحديد» تشترط تحديد اسمه وصورته.. وأهالى المرضى: «بيتغير على حسب الظروف»
وجهة منى أحمد هى نفسها القاهرة، لكن محطة الإقلاع مختلفة، حيث تبدأ رحلتها من الإسكندرية، لعلاج ابنها «معتصم» بالكيماوى من سرطان الدم أيضاً لأكثر من 10 مرات شهرياً، ورغم سهولة إجراءات استخراج الكارت الذكى للسفر، الذى يتطلب صورتين شخصيتين للمريض، وصورة من شهادة الميلاد أو الرقم القومى، وإفادة من جهة العلاج، فإن هناك عائقاً يواجهها، يتمثل فى ضرورة تحديد مُرافق للمريض: «بيطلبوا مننا علشان نطلع الكارت صورة شخصية للمرافق، وإفادة من المستشفى باسمه، وهو شىء غير منطقى وصعب، لأننا ممكن فى مرة أنا أتعب ووالد معتصم هو اللى يوصله، وممكن العكس وهكذا، يبقى فكرة تحديد شخصية المرافق بالاسم والصورة شرط غير مناسب».
تتفق معها فى الرأى سعيدة فتحى، والدة آدم، 9 سنوات، مريض السرطان، وتأتى أيضاً للعلاج من الإسكندرية، حيث قالت إن ذلك الشرط يؤرقها، ولا تجد حلاً له: «خايفين من الشرط ده جداً، لأن الكارت بالنسبة لنا مهم جداً، بيوفر علينا سعر التذكرة، اللى بتوصل رايح جاى لأكتر من 120 جنيه فى الزيارة الواحدة، لكن فى نفس الوقت إنى أحدد مرافق محدد دى مشكلة، نتمنى من مسئولى السكة الحديد يعيدوا النظر فى الإجراء ده، لأن المرافق بيتغير على حسب الظروف».