أشغال شاقة على الرصيف: كسّر رخام.. تاخد 50 قرش
«عبدالحليم» أثناء تكسير قطع الرخام
«يا مهون هون هون.. يا مهون هون على طول»، على نغمات أغنية محمد قنديل، يعمل محمد عبدالحليم، 39 عاماً، فى تكسير الرخام فى منطقة مصر القديمة، يجلس على أحد الأرصفة وسط ركام من قطع الرخام الحاد الذى يصيب جلده بجروح وتشقّقات، لا يفارق الشاكوش يده، يضرب به على القطع الجامدة فيصدر عنه دقات تتماشى مع ألحان الأغنية القديمة، فهذا العالم رغم صخبه يحقق له هدوءاً نفسياً يعينه على مواصلة العمل.
«عبدالحليم» يعمل 14 ساعة يومياً على أغانى محمد قنديل
حرفة شاقة يقوم بها «عبدالحليم» يومياً، منذ الثامنة صباحاً وحتى العاشرة مساءً، يبدأ بقطع الرخام كبيرة وثقيلة الحجم، يقوم بتكسيرها إلى قطع صغيرة، ويأخذ 50 قرشاً عن كل قطعة قام بتكسيرها: «ممكن أقطع 200 حتة، وممكن 300، فى اليوم، على حسب الصحة والمزاج، لو قادر باشتغل وكله بحسابه».
طوال ساعات عمله، يجلس «عبدالحليم» القرفصاء، تؤلمه قدماه وظهره، لكن الأغانى القديمة تهون عليه أى تعب: «الواحد بيهون على نفسه بالأغانى، أنا باقعد ساعات طويلة ومُملة، واليوم بيعدّى بالعافية». رغم إصابته ببعض الأمراض نتيجة استنشاقه تراب ورزاز الرخام، لم يفكر فى تغيير حرفته التى يعمل فيها منذ أكثر من 20 عاماً ولا يعرف سواها: «عندى 3 أولاد باربيهم ومسئولين منى، فلازم أشتغل واتفحت شغل علشان عيالى، وعلشان ماكرهش عيشتى باقعد أدندن مع نفسى وفى حالى، ورغم كده الناس بتقول عليا رايق وقاعد أسمع أغانى.. محدش سايب حد فى حاله».