إلى سيادة الفريق أول عبدالفتاح السيسى.. (كتبت هذا المقال قبل ساعات من ترقية الفريق السيسى إلى رتبة المشير وقررت ألا أغير فيه شيئاً ويظل كما هو)..
لا أعلم حتى الآن هل سوف تترشح للرئاسة أم لا، فإنك لم تحسم الأمر، وأصبح الشعب متمرجحاً.. حتى الآن سأخاطبك بسيادة الفريق..
أعرّفك بنفسى.. أنا مواطنة مصرية من ثوار الـ٢٥ من يناير والـ٣٠ من يونيو.. أنا أحبك، ولكن حبى لك لا يمنعنى من أن أنتقدك لو أخطأت، وأثور ضدك لو ظلمت.. أنا يا سيادة الفريق من أبناء ثورة يناير التى يصفها الكثير من أنصارك بأنها نكسة وأن ثوارها عملاء، رغم أن هذه الثورة هى التى أزاحت حلم التوريث وقدمت خدمة جليلة للجيش المصرى الذى كان يرفض هذا التوريث ولكنه استسلم.. هذه الثورة التى نزلناها وكنا نعلم جيداً أن الموت قد يكون مصيرنا ولم نخف ونزلنا وواجهنا الموت من أجل مصر وشعبها؛ أعترف لسيادتكم بأنها أصبحت بالفعل نكسة لعدم قدرتنا، نحن ثوارها، على دخول الميدان لإحياء ذكراها لأن من يرونها نكسة ذهبوا إلى الميدان لإقامة الاحتفالات على جثث ودماء من مات فيه ولم نأتِ بحقه حتى الآن.. رأيت محبيك يحبونك أكثر من مصر نفسها، رأيت صورك أكثر من رؤية علَم مصر، وعلى الجانب الآخر رأيت دماً فى شوارع مصر بدءاً من سيناء حيث سقوط المروحية التى راح ضحيتها ٥ من خيرة جنود مصر وقت احتفالات الميدان الذى كان ميدان الحرية وحتى قتل المتظاهرين من قبَل قوات الأمن.. حتى أصبح الموت فى وطنى لا يخرج عن القتل أو التفجير أو الحرق، وأصبحت أسمى أمانينا أن نموت ميتة طبيعية.. لا تنتهى أى مظاهرة إلا بوجود قتلى رغم أن الحل الأمنى هو أغبى أنواع الحلول.. هل أنت راض عن هذا الدم الذى يُسفك كل يوم؟!! أعلم أن الجيش يخوض حرباً ضد الإرهاب لكن أليس لك كلمة على هذا.. وزير الداخلية الذى دعا إلى الاقتتال بدعوته للناس للاحتفال بالثورة رغم علمه بأن هناك مظاهرات إخوانية وقوى ثورية فى نفس اليوم وأن الإخوان قد يكونون مسلحين؟ هل أنت راض عن أداء الداخلية الانتقامى الآن من الثوار وعودة زوار نص الليل؟.. آسفه سيادتكم، لقد خرجت خارج السياق الذى كنت أنتوى أن أسير فيه وهو بخصوص ترشحك للرئاسة.. أود أن أقول لك بعض الأشياء قبل أن تقرر أن تخلع رداءك العسكرى وترتدى الزى المدنى.. أولاً، ليس برنامجك الانتخابى وحده هو من سيُنجحك بل تنفيذه، وهنا وقبل كل شىء أود أن أسألك: هل ترى نفسك بالفعل جديراً وقادراً على حكم مصر؟.. هل مقوماتك تؤهلك لهذا المنصب؟!.. هل حب الناس وحده يجعل أى شخص صالحاً لرئاسة دولة كبيرة مثل مصر؟! وإذا كانت الإجابة نعم لكانت أم كلثوم وعبدالحليم حافظ والشيخ الشعراوى أجدر بحكم مصر.. هل أنت راض عمن حولك من المنافقين من الشخصيات العامة والإعلامية الذين يسيئون إليك من كثرة مدحهم ونفاقهم لك وأحياناً يتحدثون باسمك؟!!
يا سيسى، لا يغرنك حب الشعب لأن هذا الشعب الآن أصبح انقلابياً بطبعه، يحبك اليوم ولو رأى منك ما لا يسره فسينقلب عليك غداً.. سؤال آخر: ماذا لو حب الناس جعل منك طاغية دون أن تشعر وثاروا ضدك، هل سينقلب الجيش ضدك وينحاز للشعب مثلما فعلت ضد مرسى؟! فى انتظار الرد رغم كل ثقة أنه لن يكون هناك رد.