إحدى الشركات المنتجة للدواء الجديد المعالج لفيروس سى تخفض ثمنه إلى الثلث للمريض المصرى ليصبح ثمنه 200 ألف جنيه!!، لهم الشكر بالطبع، ولكن ما زال الرقم متجاوزاً لإمكانيات 99% من شعب مصر والمصيبة الأكبر أن مرضى فيروس سى فى مصر كلهم لا يستطيعون دفع عشرين ألفاً، وليس مائتى ألف جنيه!، من المؤكد أن سعره سينخفض أكثر وأكثر، ولكن ستظل المشكلة موجودة والحل مؤجلاً والمريض محبطاً، والحل أن نكون مثل الهند، بلد بيشتغل بجد، بلد جعل صناعة الدواء مع البرمجيات قاطرة تشد الوطن كله للأمام، بلد لا يهمه ولا تذله أمريكا فى الدواء، فمن مجرد كبسولة دواء تستطيع الهند أن تتوصل إلى أسرار أى دواء فى الدنيا وبمنتهى السهولة وتخرج لسانها للعالم كله وتنقذ مرضاها دون تسول العلم ومنجزاته مثل مصر المحروسة المنكوبة، لم نسأل أنفسنا لماذا عرضت الشركات على الهند دواء فيروس سى بخمسة عشر ألف جنيه ونحن بمائتى ألف؟!، ببساطة لأن الهند حتعمله حتعمله وبخمستاشر ألف مليم أو روبية، فالشركات تتعامل مع الهند بمنطق خليها تيجى مننا أحسن بدل الهند ما تحرجنا وتكسفنا كما فعلت مؤخراً بترخيص عقار لسرطان «جلفيك» الذى كان يباع فى الهند بـ3500 دولار، وبعد أن أصدرت محكمة نيودلهى الهندية العليا حكماً لصالح الحكومة الهندية لترخيص الدواء أصبح سعره 143 دولاراً، وكما وفرت الهند من قبل دواء الإيدز بدولار فى اليوم بعد أن كان ثمنه 15 ألف دولار فى السنة!!، أما نحن فهذه الشركات تتعامل معنا بمنطق دول كسالى وبيخرجوا كل سنة خمستلاف صيدلى وعمرهم ما بيخترعوا ولا حيعرفوا سر دواء واحد عشان كده نفرض شروطنا ونخنقهم، فمصر من الممكن أن تتعافى اقتصادياً وتصبح من أغنى دول العالم بمجرد تقليد الهند فى صناعة الدواء، خصوصاً أن السوق الأفريقية متعطشة، تعالوا نتعلم من الهند ونحكى قبسات من تاريخ صناعة الدواء هناك يمكن نستفيد، صناعة الدواء الهندية يقدر حجمها بحوالى 20 مليار دولار وتضع الهند على خريطة العالم كمصدر للحصول على الأدوية بأسعار رخيصة جداً، الشركات الهندية العملاقة مثل شركة «رانباكسى» ومقرها دلهى آنذاك (قبل أن تشتريها شركة الدواء اليابانية «دايتشى سانكيو» عام 2008) وشركة «دكتور ريديز لابوراتوريز» ومقرها حيدر آباد لها دورها فى تعزيز مكانة شركات الدواء الهندية على الساحة العالمية، ومن خلال توفير الدواء بأسعار منخفضة وتطوير البحوث العلمية والثقة فى قدراتها الذاتية، استطاعت تلك الشركات الانطلاق إلى آفاق أبعد لم تعرفها شركات الدواء الهندية من قبل، وكلما حققت تلك الشركات نجاحاً أكبر على المستوى العالمى كلما حازت على ثقة الشركات الأجنبية فى الشراكة معها، واليوم يأتى ما يقرب من نصف عائدات صناعة الدواء الهندية من الصادرات، إذ تبلغ قيمتها حوالى 8 مليارات دولار وتقوم شركات الدواء الهندية بتصدير منتجاتها إلى أكثر من 200 دولة. ذكر مجلس ترويج صادرات الدواء الهندى (فارميكسيل) أن هناك نمواً كبيراً فى إجمالى حجم الصادرات بلغ 16% على مدى السنوات الخمس الماضية. وقد صرح المجلس بأن أكثر من 55% من صادرات الهند تذهب إلى الأسواق المنظمة، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية التى تستحوذ على نصيب الأسد، تليها المملكة المتحدة، ذكرت وزارة التجارة الهندية، نقلاً عن تقارير مجلس ترويج صادرات الدواء الهندى (فارميكسيل)، أن الهند بها أكثر من 550 موقع تصنيع مسجلة لدى هيئة الغذاء والدواء الأمريكية، منها 323 موقعاً أقرتها الهيئة وذلك فى مارس 2013. وأضافت أن هناك 350 موقع تصنيع معتمدة من جانب الاتحاد الأوروبى فى الهند فى أبريل 2013، وذلك لاتباعها ممارسات التصنيع الجيد، كما ذكرت الوزارة أن تكاليف التصنيع تقل بنسبة حوالى 40% عن تكاليف التصنيع فى الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بفضل تكاليف الإنشاء المنخفضة من بين عوامل أخرى، تشير الإحصائيات إلى أن قدرات التصنيع لشركات الدواء الهندية تتراوح من إنتاج الأدوية المضادة للفيروسات وأدوية الملاريا إلى إنتاج أدوية السرطان والسكر، وبالطبع اللقاحات. ويذكر مجلس ترويج صادرات الدواء الهندى (فارميكسيل) أن الهند أكبر مصدر للأدوية الجنيسة أو الشبيهة على مستوى العالم، حيث تقوم بتصدير اللقاحات إلى 150 دولة وإنتاج من 40 - 70% من احتياجات منظمة الصحة العالمية من لقاح الثلاثى «DPT» ولقاح السل «BCG» و90% من لقاحات الحصبة، كما تشكل العقاقير البيولوجية الشبيهة المركبة، التى يتم الحصول عليها من مصادر حيوية فى مقابل المصادر الكيميائية، قطاعاً آخر تسهم فيه شركات الدواء المحلية. وهناك الكثير من شركات الدواء الهندية التى تقوم بتصنيع اللقاحات والأنسولين وغيرها من المستحضرات البيولوجية، مثل معهد المصل أو «بيوكون» أو «ووكهارت» أو «دكتور ريدى».
تعالوا نتعلم من الهند التى تصدر إلى أمريكا وأوروبا الدواء، كيف نستقل بقرارنا ونناطح الدنيا بمهاراتنا وشغلنا، ونكف عن السخرية بالجملة الخالدة هو انت هندى، يا ريتنا هنود؟