استقرت بحديقة قصر البارون في مصر الجديدة، أمس، إحدى أقدم عربات الترام، التي كانت وسيلة الانتقال الرئيسية داخل مصر الجديدة، خلال القرن العشرين، لاستعادة رونقها وإظهار صورتها الأصلية التي كانت عليها، لتدخل ضمن سيناريو العرض الخاص بالمعرض الذي سيقام داخل قصر البارون، عن تاريخ حي مصر الجديدة وهيليوبوليس عبر العصور.
سار أول ترام في مصر بشوارع القاهرة عام 1896، بعدما شقت أول قاطرة له شوارع العاصمة، بداية من نقطة الانطلاق في ميدان العتبة الخضراء، حسب ما نشره الكاتب محمد سيد كيلاني في كتابه "ترام القاهرة.. دراسة تاريخية اجتماعية أدبية".
وذكر الكتاب أن "الترام نقل الناس من عصر البداوة والتأخر إلى عالم الحضارة والتمدن، بعدما عانى المصريون لفترة من صعوبة التنقل لأسباب كثيرة، منها عدم توافر وسائل النقل وبطء حركتها ثم المعاملة السيئة من أصحاب الحمير والعربات، وكان الظلام سائداً، لأن الشوارع الرئيسية فقط كانت هي التي تحظى بالإضاءة".
ويقول كيلاني في الكتاب، إن مجلس النظار "الوزراء"، آنذاك، صادق عام 1894 على منح امتياز لشركة بلجيكية بإنشاء ثمانية خطوط للترام في القاهرة تبدأ كلها من ميدان العتبة الخضراء بوسط القاهرة.
وفي العاشرة من صباح أول أغسطس عام 1896، أجرت الشركة "حفلة تجريبية" لتسيير أول قطار واصطف الألوف على الجانبين "ليشاهدوا أول مركبة سارت في العاصمة بقوة الكهرباء والأولاد يركضون وراءها، صارخين: "العفريت.. العفريت".
أما الاحتفال الرسمي بتسيير الترام فجرى يوم 12 أغسطس، إذ أقامت الشركة زينة باهرة في ميدان العتبة وامتدت موائد الطعام والمرطبات، وذلك حسب ما ذكرت وكالة الأنباء "رويترز" نقلا عن كتاب "ترام القاهرة".
ونقل الكيلاني عن صحيفة "المقطم" في اليوم التالي للافتتاح الرسمي تسجيلها لحضور أهل العاصمة: "مشهدا قلما شهد مثله أهالي المشرق.. أن تجري مركبات كبيرة تقل المئات من الناس.. بقوة تتولد على شواطئ نهر النيل من احتراق الفحم وإدارة الحديد أمام المغناطيس ثم تجري على أسلاك منصوبة في الهواء والقضبان ممدودة في الأرض فتدير عجلات المركبات.. هذا هو الترماي الكهربائي.. الذي كانت أجرة ركوبه ستة مليمات للدرجة الأولى وأربعة مليمات للدرجة الثانية".
وذكرت الصحيفة، أن الشركة عينت 400 عامل مصري في المشروع الجديد، كما نشرت الصحف إعلانات تغري بشراء قطع أراض "على مسافة أمتار من خط الترامواي" الذي رفع أسعار الأراضي والمنازل.
تعليقات الفيسبوك