تعددت الطرق والهدف تغيير نظرة المجتمع تجاه ذوي القدرات (الاحتياجات) الخاصة، بصفة عامة وذوي الشلل الدماغي بصفة خاصة، لتصبح أدوات الطهي ومكونات أخرى بسيطة، هي أحدث وسيلة استخدمتها "أمينة" لإثبات كونه شخص طبيعي يفعل كل ما يفعله غيره.
بين جدران مطبخ منزلي، وأمام كاميرا موبايل، تقف أمينة عبد الرحمن، ذات الـ 26 عاما، ممسكة بملعقة تارة وسكينة تارة أخرى، تخلط مقادير بنسب محددة وفي أوقات معينة كي تنضج وجبة شهية لأفراد أسرتها، كما عودتها والدتها بألا تهاب فعل أي شيء، كأي إنسان طبيعي، لا تمنعها إصابتها بنقص وصول الأكسجين للمخ، عند ولادتها مسببا شللا دماغيا يؤثر على أعصاب اليد والساق، متحدية زعم أحد أفراد الطاقم الطبي أنها لن تعيش سوى أسبوعين من الولادة، لتكبر وتتخرج من الجامعة وتلتحق بالدراسات العليا، وتتخذ من مواهبها طريقا ينير ثقافة مجتمع عن أصدقائها أصحاب نفس المرض.
أمينة عبد الرحمن: هعمل فيديوهات عن الطبخ وعن ذوي الإعاقة لنقل حياتهم اليومية للمجتمع
"بحب المطبخ جدا وفي أي عزومة في البيت بيكون ليا دور أساسي زيي زي أختي السليمة وكمان بيطلبوا مني أعملهم صنية فراخ مخصوص للمعزومين".. هكذا تحكي أمينة لـ"الوطن" عن شغفها، معتبرة إياه أحد وسائلها لإرسال رسالة للمجتمع بأن الإنسان يصبح معاقا إذا لم يكن قادرا على القيام بكافة أموره بنفسه، لكن في حال استطاع فهو سليما معافى مثل غيره.
أمينة توظف مواهبها في الرسم والكتابة والطبخ لتغيير نظرة المجتمع تجاه ذوي الإعاقة
دشنت "أمينة" قناة خاصة على موقع يوتيوب العالمي، تعرض من خلالها مقاطع فيديو لمراحل ووصفات الطبخ المختلفة، هو حلم راودها منذ فترة، تساعدها شقيقتها بتصوير فيديو لها كي تبثه على صفحتها الشخصية على موقع فيس بوك، كاختبار لمدى نجاح التجربة قبل الدخول فيها، وبعد أن لاقى الفيديو استحسانا قررا سويا تدشين قناة اليوتيوب منذ بضعة أيام، "القناة بدأت بالطبخ لأنه هوايتي بس هركز من خلالها على حياة ذوي الإعاقة ونقلها للناس ونشوف إيه الاختلاف"، وأشارت إلى أن "فيه ناس فعلا مكنتش مصدقة إني ممكن أدخل المطبخ وأطبخ ومن ضمن التعليقات حد قالي أنتي فعلا بتعرفي تطبخي وعلشان كدة القناة وسيلة هتقرب الناس مننا".
"الارادة و العزيمة لا يستطيع أن يقف أمامها شيء حتى لو واجهتك الصعوبات والتحديات فكن أنت على قدر التحدي واهزم الفشل وأصنع نجاحك".. شعار ترفعه أمينة في حياتها منذ الصغر، فالتحقت بمدارس تعليم عادية، لتكتشف حينها لأول مرة نظرة المجتمع تجاهها بغرابة، وبدأت تتساءل عن السبب لتجد والدتها تشرح لها مدى اختلافها عن الآخرين "معرفتش إني معاقة غير لما نزلت واندمجت من نظرة المجتمع وأهلي ساعدوني أواجهها والنجاح في كل حاجة هو طريقي".
رسومات في المعارض وكتابة المقالات لمواقع إخبارية بالإضافة إلى أن أمينة بدأت تمارس رياضة الريشة منذ 8 شهور واتخذت من السباحة علاج مائي منذ شهرين، كل هذه هي وسائل أخرى تبرع أمينة في مواجهة نظرة المجتمع تجاه ذوي الإعاقة، كما تخصصت في دراسة الفئات الخاصة حين انضمت لدراسة بكلية الخدمة الاجتماعية وجعلت دراساتها العليا مركزة على هذه الفئة، كي تفهم أكثر وتكون لرسائلها وقع أكبر، لتختتم أمينة حديثها "بحب علاء الشربيني ونفسي أطلع معاه في البرنامج".
تعليقات الفيسبوك