عمر يتحدى الشلل الدماغي بـ"الكاراتيه": عايز أتعالج صح وأكمل تعليمي
عمر إبراهيم
إصابته بنوع من الإعاقة الدماغية المؤثرة نسبيًا على حركته، وملازمة استقلاله الكرسي المتحرك، كانت سببًا لممارسة هوايته المفضلة، والتدريب المستمر على فنيات لعبة الكاراتيه، حتى حقق عمر إبراهيم، 27 عامًا، نجاحا غير مسبوق بحصوله على المركز الأول وحصده الميدالية الفضية ببطولة الإسكندرية التنشيطية للكاراتيه لفئة ذوي الاحتياجات بمسابقة كاتا فردي/ جماعي، فوق 18 سنة، والتي عقدت خلال نوفمبر الجاري.
ويروي "إبراهيم"، الذي أصيب بضمور في المخ بعد ولادته بـ7 أيام، أثر على حركته، وإصابته بشلل دماغي أدى إلى ضمور في العضلات والأطراف، أنه يفضل ممارسة بعض الرياضات على رأسها لعبة الكاراتيه، الذي كثف بها جميع قواه العقلية والعضلية، قبل عامين بالتحديد، لممارسة تمرينات الرياضة ليومين من كل أسبوع، حتى خاض بطولات محلية مختلفة.
يقول بصوت متهدج: "لقيت نفسي بحب الأكشن، وبحب الأفلام الحربية"، حتى قرر الالتحاق بنادي البنك الأهلي، ووجد متدربين يمارسون لعبة الكاراتيه أصعب منه حين لا تتيح لهم الحركة، في حين أنه تميز عنهم بالتمكن من حركته.
تدرب "إبراهيم"، على فنيات اللعبة، وخوضه سباق اختبارات الأحزمة، وبطولات تنشيطية على المستوى المحلي، حتى حصل مؤخرا على المركز الأول في البطولة التنشيطية لذوي الاحتياجات الخاصة بمنطقة الإسكندرية للكاراتيه، بعد خوض 6 بطولات على مدار عامين.
يحكي "إبراهيم"، عن رحلة علاجه التي استمرت 27 عاما دون تقدم: "عملت محاولات كتير، ومنها إجراءات العلاج على نفقة الدولة، ودخلت في مشاكل مع أطباء لأنهم معلجونيش بحاجة"، فيما يقدم البعض له علاجا غير مناسبا، وتوجيهه توجيها خاطئا لإجراء تقويم علاجي غير مكتمل، حتى مؤخرا إحالته إلى مركز حلوان الكبريتي للعلاج الطبيعي.
ويضيف لـ"الوطن": "مكان صعب جدا، أنا محتاج تشخيص دقيق وعلاج على نفس المستوى والدقة وإمكانية على أعلى مستوى، تشمل الفحوصات، وفريق طبي كامل"، مشيرا إلى أنه مارس أنواع مختلفة من العلاج الطبيعي بدون فائدة.
وبالرغم من جميع مشاكله الصحية، إلا أنه يواظب على التحاقه بالمدرسة لاستكمال تعليمه رغبة في الحصول على مؤهل عال وبالتحديد حلمه بالالتحاق بكلية نظم المعلومات: "كنت في مشاكل مع المدرسة، لأن وضعي الطبي صعب بالنسبة ليهم، مكنتش فيه اهتمام، ولا بيجبولي حد يكتبلي"، مشيرا إلى أنه التحق بمدرسة صلاح الدين الدسوقي بمنطقة سيدي بشر، شرق الإسكندرية، حتى قرر انتقاله إلى بمدرسة المأمون الإعدادية المشتركة وبالتحديد بالصف الثالث الإعدادي بنظام الدمج، حيث يستعين بمدرسة للكتابة، ويقول: "نفسي أتعالج صح، وأدخل كلية نظم المعلومات، لأني بحب التكنولوجيا، والناس فاهمين الإعاقة غلط، أنا عندي مشكلة في الأعصاب بالنسبة للوقوف والمشي، وبتحرك لوحدي من غير مساعدة حد، وبقدر أحرك رجلي وإيدي، ومعنديش مشكلة في التفكير والاستيعاب".