"منصور" و"أبو الحسن".. شهيدان في طي النسيان
"أحمد منصور" و"أبوالحسن إبراهيم".. اسمان ترددا في خبر لم تختلف صياغته في الصحف بسقوط كل منهما قتيلين، أولهما في 2011، ولحق به الأخير في العام التالي.. "منصور وأبوالحسن" اجتمعا على الشهادة وحب حركة "6 أبريل"، وإن اختار الأول "الجبهة الديمقراطية"، لم يكن للطالبين نصيب في شهرة قضيتهما كغيرهما من زملاء الكفاح على صفحات الجرائد.
أحمد منصور طالب بأكاديمية أخبار اليوم التحق بالحركة عقب ثورة 25 يناير رغبة منه في مجابهة الظلم والبحث عن الحقوق الضائعة والكرامة المهدرة، بعدما شارك في "جمعة الغضب"، رفض أن يرتكز على ما تقوله وسائل الإعلام، وهو ما دفعه إلى النزول إلى اعتصام "مجلس الوزراء" في ديسمبر 2011، ليرى ابن الواحد والعشرين عاما بنفسه حقيقة الاعتصام فشارك فيه، مطالبا مع رفاقه حينها برحيل المجلس العسكري.
في 17 ديسمبر من نفس العام أعلنت حركة "6 أبريل" استشهاد أحمد منصور، عضو الحركة بمجموعة 6 أكتوبر، وذلك خلال الاشتباكات التي دارت بين المعتصمين أمام مبنى مجلس الوزراء وقوات الأمن، وكان نصيب "منصور" منها رصاصة في الجانب الأيمن من رأسه، وخرجت من جانب وجهه الأيسر، ليُنقل بعدها إلى مستشفى القصر العيني التي أعلنت وفاته حوالي التاسعة من مساء الجمعة الموافق 16 ديسمبر؛ إثر تهتك بخلايا المخ.[SecondImage]
أما "أبوالحسن إبراهيم" فهو طالب كلية طب جامعة عين شمس الذي أسعف قدر إمكانه المصابين في الاشتباكات التي دارت بين قوات الأمن ومعتصمي وزارة الدفاع في مايو 2012، لم يستطع أحد إسعافه بعد أن تلقى طلقا ناريا في الرأس بمحيط مسجد النور بالعباسية.
"بكتب بدمي حياة تانية لأوطاني".. آخر ما تركه "أبوالحسن" على صفحته الشخصية على موقع التوصل الاجتماعي فيس بوك قبل وفاته، رفض عضو "6 أبريل" منذ ثورة يناير ألا يكون مشاركا في أي حراك ثوري، وهو ما دفعه إلى النزول للمشاركة في الاعتصام المعروف بـ"اعتصام وزارة الدفاع"؛ احتجاجا على عرف وقتها بـ"محاولات المجلس العسكري تأجيل تسليم السلطة لما بعد يونيو، وللمطالبة بتعديل المادة 28 من الإعلان الدستوري، التي تمنع الطعن على قرارات اللجنة العليا المشرفة على الانتخابات الرئاسية، والإنهاء الفوري لحكم المجلس العسكري، وإقالة حكومة الجنزوري وتسليم السلطة كاملة لحكومة إنقاذ وطني لها كافة الصلاحيات".
حينها، حمّلت إنجي حمدي، عضو المكتب السياسي للحركة، المسؤولية عن الحادث لأعضاء المجلس العسكري، مطالبة بمحاكمتهم، وقالت: "إذا كان هذا الدم سال فقط لأنهم طالبوا بتعديل المادة 28 المحصنة للجنة الانتخابات الرئاسية من الطعن، فماذا سيفعل بنا العسكر في حال رأينا وكشفنا التزوير، مضيفة أن مهما اعتُقل منا أو أُصيب، فثورتنا مستمرة حتى تحقق أهدافها، وسيشهد التاريخ بالمجازر التي ارتكبها المشير والمجلس العسكري، مثلما شهد التاريخ على جرائم مبارك"، على حد قولها.
الأخبار المتعلقة
منسحبون من "6 أبريل": تركنا الحركة بأجسادنا وليس بقلوبنا
"6 أبريل" بعد "30 يونيو": نسعى لـ"بلد بلا حكم ديني أو عسكري".. وهدفنا دولة مدنية
6 أبريل.. الاسم واليوم (ملف خاص)
"فهمي".. منشق عن الحركة يحلم بالعودة بعد لم الشمل
"وداد الدمرداش" مناضلة محالة للتحقيق.. والتهمة "كشف الفساد"
"6 أبريل" والشارع.. علاقة طردية
"6 إبريل".. الانشقاق سيد الموقف
سنوات "6 أبريل".. قمع فمقاومة فاحتفال فتهميش