سنوات "6 أبريل".. قمع فمقاومة فاحتفال فتهميش
"الخيانة وتلقي تدريب في الخارج لقلب نظام الحكم وزعزعة الاستقرار، وتقاضي أموال من جهات خارجية لإثارة الفتنة"، اتهامات شنتها الحكومة المصرية على حركة وليدة واجهتها بالملاحقة والمطاردة والاعتقال، وتحولت بعد سنوات إلى شرارة لموجة هادرة عصفت بمن قال عنهم يوما "خليهم يتسلوا".. حركة شباب 6 إبريل، فكرة بدأت بإعلان عمال شركة غزل المحلة إضرابا كليا عن العمل في يوم السادس من إبريل عام 2008، ثم تطورت لتكون دعوة من بعض الشباب بتأييد عدد من ممثلي القوى السياسية لإضراب عام في مصر كلها، وتنظيم مظاهرات مناهضة لممارسات الحكومة وقتها.
الدعوات التي أطلقها جموع الغاضبين لاقت قبولا لدى قطاع كبير من المواطنين، بدأت الحركة في تشكيل مجموعات لنشر فكرة الإضراب وإرسال رسائل إلى المصريين المشتركين على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وبدأوا في إرسال رسائل نصية بشكل عشوائي داعية تحت شعار "خليك بالبيت"، وتنتشر الفكرة لتدق أبواب العديد من الصحف المصرية المعارضة التي تحدثت عن أول مظهر حقيقي للإضراب في دولة يحكمها "حسني مبارك".
السادس من إبريل من عام 2009 يشهد محاولة من بعض شباب الحركة لإحياء ذكرى إضرابهم الأول بموجة أخرى تمنوا أن تكون ضاربة، العديد من الشخصيات السياسية تعلن دعمها للموجة الثانية على رأسهم أيمن نور، رئيس حزب الغد، ومجدي أحمد حسين، رئيس حزب العمل، إلى جانب عدد من القوى السياسية التي دعمت حق الشباب في التعبير عن غضبهم، حفل غنائي حاشد للمطرب محمد حماقي بجامعة عين شمس يثني عشرات الآلاف من الطلاب عن الالتفات إلى أي حديث عن الإضراب، وكأن الدولة قد تفتق ذهنها إلى أن "المواجهات الأمنية وحدها لا تكفي".
"التالتة تابتة"، ذلك كان لسان حال شباب الحركة الثائرة في نفس اليوم من عامهم الثالث، تفاعل غير مسبوق مع دعوات الإضراب، لم يتأثر بتنظيم حفل آخر لنفس المطرب في ذات اليوم، والتي نظمتها الحركة للاحتفال بالذكرى الثالثة لإنشائها، وقفة احتجاجية بميدان رمسيس بالقاهرة تتزامن مع مظاهرات حاشدة في منطقة المحلة الكبرى لعدد كبير من الشباب إلى جانب عمال الشركة الباسلة، السياسيون يقررون النزول على الأرض والمخاطرة بحياتهم من أجل إنجاح فعاليات الشباب، المواجهة الأمنية تزداد عنفا ويتم القبض على المئات من الشباب والسياسيين على رأسهم جورج إسحق، القيادي بحركة كفاية، وفتاة تدعى "إسراء عبدالفتاح"، لم تظن أن اعتقالها لأكثر من أسبوع بعد مشاركتها في فعاليات الإبريليين سيجعل منها أحد أبرز الأسماء على الساحة السياسية يوما ما.
لذة الانتصار وفرحة تملأ الدنيا وإعلان عن مؤسسة 6 إبريل، وتبادل للذكريات الأليمة التي توجتها ثورة مجيدة هي أبرز ما شهدته فعالية حركة شباب 6 إبريل أمام نقابة الصحفيين عام 2011 للاحتفال بالذكرى الرابعة لتأسيس الحركة، والتعهد باستكمال المسيرة حتى يكتب النجاح قدرا لهذه الثورة.
"يسقط يسقط حكم العسكر"،و "ثوار أحرار هنكمل المشوار"، هتافات هزت أرجاء وزارة الشباب عصر السادس من إبريل 2012 خلال الاحتفالية التي نظمتها الحركة إحياءً للذكرى الخامسة لإنشائها، كلمات الثناء التي خرجت من أفواه حمدين صباحي وخالد علي وبثينة كامل وحمدي قنديل وجورج إسحاق وعصام سلطان وممدوح حمزة وناصر أمين، كانت كافية لإعطاء هؤلاء الشباب ضوءا أخضر لاستكمال المسيرة، ودعما معنويا يشعرهم بأنهم لم يخطئوا طريقهم.
المقاومة تسود مشهد الذكرى الخامسة لتأسيس الحركة التي وافقت 6 إبريل 2013، أهالي المحلة يعاودون التظاهر لاستشعار الخطر على ثورتهم، تغطية إعلامية واسعة لتحركات المتظاهرين مع غياب للقبضة الأمنية التي لم تتجاوز تفريق وقفة أمام دار القضاء العالي بقنابل الغاز مع تجاهل تام من السلطة الإخوانية وأنصارها لأصوات الهتافات الآتية من كل حدب وصوب مطالبة برحيلهم.
الحديث عن الخيانة والعمالة وتلقي الأموال من الخارج والهجمات الإعلامية الحادة على شباب حركة 6 إبريل واعتقال منسقها العام أحمد ماهر ومتحدثها الرسمي محمد عادل واغتيال سيد وزة، أحد أعضائها، مع اتهامات بالتنسيق مع الإخوان، هي ما جعلت من ذكرى السادس من إبريل عام 2014 يوما يكتفي بندوة أعلنت عنها الحركة بنقابة المحامين للإعلان عن موقفها للمرحلة الانتقالية، ثم فاعلية تنطلق من نقابة الصحفيين إلى ميدان التحرير يتحد فيها شقا الحركة المنفصلان للمرة الأولى منذ سنوات، ليعيدا للأذهان ذات الأجواء التي شهدت ميلاد "حركة شباب 6 إبريل".
الأخبار المتعلقة
منسحبون من "6 أبريل": تركنا الحركة بأجسادنا وليس بقلوبنا
"6 أبريل" بعد "30 يونيو": نسعى لـ"بلد بلا حكم ديني أو عسكري".. وهدفنا دولة مدنية
6 أبريل.. الاسم واليوم (ملف خاص)
"فهمي".. منشق عن الحركة يحلم بالعودة بعد لم الشمل
"وداد الدمرداش" مناضلة محالة للتحقيق.. والتهمة "كشف الفساد"
"6 أبريل" والشارع.. علاقة طردية
"6 إبريل".. الانشقاق سيد الموقف
"منصور" و"أبو الحسن".. شهيدان في طي النسيان