شامبو للكلاب والقطط فى محل «عم أشرف»: «مهنة لا كانت على البال ولا على الخاطر»
«نكسة 25 يناير» كما يحرص على توصيفها، جعلته يتنقل بين المهن المختلفة، من بيع التحف إلى الحلوى، حتى انتهى به المطاف إلى بيع «شامبوهات» القطط والكلاب، بحثاً عن رزق بناته الثلاث الأقرب لقلبه.
هو أشرف شحاتة الذى بدأ رحلة الكفاح ولم يتجاوز عمره 15 عاماً، حيث عمل «قمسيونجى»، يظل يجوب الشوارع على قدميه حتى يتمكن من تسويق منتجاته، إلى أن تخصص فى بيع الهدايا السياحية، وانتعشت أوضاعه المادية، وأصبح يمتلك 7 محلات فى القاهرة والغردقة وشرم الشيخ، تُدر عليه دخلاً وفيراً.
انهيار السياحة نتيجة الانفلات الأمنى الذى تزامن مع ثورة 25 يناير، ألحق العديد من الخسائر بتجارته: «جابت لى الكافية وكانت السبب فى إفلاسى لأن الأجانب رجلهم خفت عن مصر خاصة فى 2013».
مهنة عم أشرف الأخيرة، كبائع لشامبوهات القطط والكلاب، تتنافى مع الأجواء التى يعيش فى كنفها، حيث يقطن فى منطقة مصر القديمة، بما تحمله من عبق التاريخ، ويُطل محله على مسجد «أحمد بن طولون» الباعث للروحانيات، وهو ما جعل محله شاذاً فى المنطقة: «الناس فى الحتة كانت بتقولى ياعم هو البنى آدم لاقى يستحمى لما هيحمى الحيوان».
فكرة شامبوهات القطط والكلاب كانت بالنسبة له «سبوبة»: «لا كانت على البال ولا على الخاطر»، قالها عم أشرف وهو يحتسى فنجان القهوة، كعادته كل صباح، فلم يكن لديه مانع من بيع أى شىء يعود عليه بالنفع، لكنه لم يخطر بباله أبداً أن تكون تجارته فى «شامبوهات» القطط والكلاب.
«كأنى دخلت عالم ودنيا غير دنيتنا»، هى مشاعر عم أشرف الذى ذاع صيته فى تلك التجارة، وافتتح مصنعاً له فى مصر القديمة، فلم يعتقد يوماً أن حيوانات مثل القطط والكلاب تحظى برعاية واهتمام تفوق البشر: «معقول وجبات الكلاب بيوصل سعرها لثلاثة آلاف جنيه.. لأ وليهم فنادق خمس نجوم وكافيهات كمان.. لو كنت أعرف كنت اشتغلت فى المهنة دى من زمان».
يوضح «عم أشرف» ردود فعل سكان المنطقة على خبر افتتاح مصنع شامبوهات للقطط والكلاب فى منطقتهم: «الناس فى الحتة كانت بتقول لى يا عم هو البنى آدم لاقى يستحمى بصابونة عادية لما هيحمى الحيوان بشامبو.. بس ولا همّنى وخليت ناس تبيع معايا كمان».