"كورونا" يخيم على "عيد القيامة": الكنائس مغلقة.. والمواطنون يلتزمون منازلهم
رؤساء الطوائف يصلون لرفع الوباء
مسيحيون يحتفلون بـ«سبت النور» فى كنيسة القيامة بالقدس
بعث الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس، برقية تهنئة إلى البابا تواضروس، بمناسبة العيد، أشاد فيها بما يجمع كافة أبناء الشعب المصرى مسلميه ومسيحييه من روابط ومشاعر طيبة وصادقة، داعياً الله تعالى فى هذا الظرف الدقيق الذى يمر به العالم أن يحفظ مصر ويرعى شعبها العظيم ويقيه وجميع شعوب العالم من كل مكروه وسوء.
الرئيس يهنئ الأقباط والبابا بالعيد
كما بعث الرئيس برقية تهنئة إلى أبناء مصر المسيحيين فى الخارج، حيث أعرب عن تمنياته لهم بالتوفيق والسداد ولمصرنا الحبيبة بمزيد من الخير والنماء.
ويحتفل الأقباط اليوم، بحسب تقويم الكنائس الشرقية، بعيد القيامة المجيد، الذى يأتى لأول مرة فى التاريخ والكنائس مغلقة والأقباط ملتزمون بمنازلهم، فى إطار الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا.
"تواضروس" يغيب عن الكاتدرائية ويطل اليوم فى حوار مفتوح عبر الفضائيات
ويغيب البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، اليوم عن المقر البابوى بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، ولا يتلقى التهانى بالعيد كما كان معتاداً سنوياً منذ جلوسه على الكرسى البابوى منذ 2012، بعد أن قرر نقل الصلوات بعدد محدود من الأساقفة فى دير الأنبا بيشوى بوادى النطرون.
والبابا الذى طالب الأقباط بالالتزام بالبقاء فى منازلهم هذا العام وعدم الاستهانة بالوباء سيطل عليهم اليوم عبر القنوات الفضائية المسيحية والصفحة الرسمية للمركز الإعلامى للكنيسة القبطية الأرثوذكسية على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» فى حوار مفتوح سبق أن فتحت الكنيسة الأسبوع الماضى أمام الأقباط من كل أنحاء العالم المشاركة فيه عبر إرسال أسئلتهم فى مقاطع مصورة.
واحتفل الأقباط أمس بما يُعرف بـ«سبت النور» أو «السبت المقدس» أو «سبت الفرح»، بحسب الاعتقاد المسيحى، وشهدت خلاله كنيسة القيامة بالقدس المحتلة ما يُعرف بـ«معجزة النار المقدسة» أو «النور المقدس»، إلا أنه ولأول مرة منذ 914 عاماً، شارك 10 من رؤساء وكهنة ورهبان الطوائف المسيحية فى خروج تلك المعجزة السنوية مما يعتقد الأقباط أنه قبر المسيح بالكنيسة التى بُنيت عليه حسب المعتقد المسيحى، وهى الكنيسة التى وثّق فيها لأول مرة عام 1106 ميلادية، ما عُرف بمعجزة «النار المقدسة»، التى تحدث بحسب الاعتقاد المسيحى سنوياً، بأن يدخل بطريرك أورشليم وحده إلى قبر المسيح بعد أن يجرى فحصه جيداً من قبَل السلطات الإسرائيلية للتأكد من أنه لا يحمل أى مادة أو وسيلة لإشعال النار، كما يتم فحص القبر أيضاً قبل هذا الحدث ويتم وضع ختم من العسل الممزوج بالشمع على باب القبر، ويحضر المصلون الحدث مرددين «كيرياليسون»، وتعنى باليونانية «يا رب ارحم»، ثم بعد ذلك تنزل النار المقدسة على 33 شمعة بيضاء فى رزمة واحدة، تدل الشعلة على أن المسيح قام وهزم الموت، وهذه النار لا تصيب أحداً بأذى فيصور الحاضرون أنفسهم وهم يقربون النار على وجوههم وأياديهم عالمين بأنها لن تصيبهم بأذى.
وجاءت المعجزة هذا العام بلا حشود من المصلين الأقباط الذين أوصدت الكنيسة أبوابها فى وجوههم بعد إلغاء الحج المسيحى فى ظل إجراءات مواجهة تفشى فيروس كورونا.
وبسبب الظروف الاستثنائية التى تعيشها مصر والعالم، أقيمت صلوات عيد القيامة أمس فى ظروف استثنائية أيضاً، ففى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اقتصرت الصلوات على قداس للبابا تواضروس وعدد من الأساقفة فى دير الأنبا بيشوى بوادى النطرون فى الثامنة مساء، وترأس عدد من أساقفة الكنيسة قداسات العيد فى مقار مطرانياتهم أو داخل الأديرة دون حضور شعبى، وأغلقت كنائسها وصلى كهنتها مع الأقباط فى منازلهم.
وفى الكنيسة الإنجيلية، أقيم الاحتفال الرسمى للطائفة فى الرابعة عصراً بالكنيسة الإنجيلية بمصر الجديدة، وترأسه القس أندريه زكى، رئيس الطائفة، واستقبل خلاله عدداً من الضيوف والمهنئين دون حضور شعبى. أما الكنيسة الكاثوليكية، فلأول مرة يترأس الأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الكاثوليك فى مصر، قداس العيد بالكلية الإكليريكية بالمعادى، فيما ترأس مطارنة وكهنة الكنيسة قداسات العيد فى كنائسهم التى فتحت أبوابها يوم العيد ولكن دون حضور شعبى. وفى الكنيسة الأسقفية، ترأس المطران منير حنا، مطران الكنيسة فى مصر وشمال أفريقيا، القداس بكنيسة جميع السمائيين فى الزمالك فى التاسعة مساء. وحرصت كافة الكنائس على بث صلوات قداسات العيد على القنوات الفضائية المسيحية والصفحات الرسمية لها على مواقع التواصل الاجتماعى.
وبحسب بيانات للكنائس، فإن رؤساء الطوائف المسيحية يصلون فى قداسات العيد من أجل انتهاء خطر وباء فيروس كورونا المستجد، ورفع الصلوات من أجل الرئيس عبدالفتاح السيسى ومصر والجيش الأبيض، فأعلن الأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الكاثوليك، أنه يرفع الصلاة فى يوم عيد القيامة من أجل «عالمنا الذى نعيش فيه، لكى يسكب الله رحمته ونعمته على كل البشرية، فيتوقف خطر الوباء ويعم الخير والسلام، ونصلى طالبين للمرضى شفاءً، وللموتى رحمة، وللحزانى عزاءً، ولكل من له تعب فى مواجهة الأخطار ومساندة المحتاجين شجاعة وقوة، ونصلى من أجل وطننا الحبيب مصر، ومن أجل الرئيس عبدالفتاح السيسى لينعم الرب عليه بالصحة والنعمة ليواصل خدمته للوطن مع جميع المسئولين وكل من يقوم بعمله بإخلاص وأمانة».
أما المطران منير حنا، مطران الكنيسة الأسقفية، فقال فى كلمته التى حملت عنوان «قيامة المسيح رجاء البشرية»: «نحتاج الرجاء فى الوقت الذى يعانى فيه العالم من الوباء الجامح الذى أصاب أكثر من مليونى شخص حول العالم وأودى بحياة الآلاف، وبهذا الرجاء نحتاج أن نتوسل إلى الله القدير أن يتدخل ويوقف هذا الوباء. وعلينا أن ندرك أن هذا الوباء الذى يضرب العالم الآن ليس له الكلمة الأخيرة، كما أن الموت لم يكن له الكلمة الأخيرة بل القيامة».