ينتظر المسلمون ليلة القدر في العشر الأواخر من شهر رمضان، ولا يعرفون في أي ليلة تقع، حيث إن الله تعالى أخفى تلك الليلة المباركة، ووضع لها علامات وأمارات، لترغيب المؤمنين في إحياء العشر الأواخر من شهر رمضان، والاستباق إلى فعل الخيرات، لإدراك تلك الليلة.
ويجتهد الناس في توقعاتهم حول ليلة القدر بملاحظة علاماتها، وفي ليلة أمس، ومع توافقها مع ليلة وترية ويوم جمعة، بالإضافة إلى انكسار الموجة الحارة التي شهدتها البلاد منذ عدة أيام، قال كثير من الأشخاص إن ليلة أمس وافقت ليلة القدر مع كل هذه العلامات، وهو ما علق عليه الشيخ عبدالحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوى الأسبق.
قال "الأطرش"، إن ما يتم تداوله من أن ليلة الجمعة هي أفضل ليالي الأسبوع، فإذا كانت في وتر العشر الأخيرة من رمضان، فهي أحرى أن تكون ليلة القدر، فإننا لم نجد من الأحاديث النبوية أو أقوال الصحابة ما يؤيد هذا القول.
وعن انكسار الموجة الحارة، قال "الأطرش"، إنها قد تكون دليلا على أنها ليلة القدر بالفعل، لأن من علاماتها أن تطلع الشمس في صبيحتها ليس لها شعاع، ليست كعادتها في بقية الأيام، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ أَمَارَةَ لَيْلَةِ الْقَدْرِ أَنَّهَا صَافِيَةٌ بَلْجَةٌ كَأَنَّ فِيهَا قَمَرًا سَاطِعًا سَاكِنَةٌ سَاجِيَةٌ لَا بَرْدَ فِيهَا، ولَا حَرَّ وَلَا يَحِلُّ لِكَوْكَبٍ أَنْ يُرْمَى بِهِ فِيهَا حَتَّى تُصْبِحَ، وَإِنَّ أَمَارَتَهَا أَنَّ الشَّمْسَ صَبِيحَتَهَا تَخْرُجُ مُسْتَوِيَةً لَيْسَ لَهَا شُعَاعٌ مِثْلَ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، لَا يَحِلُّ لِلشَّيْطَانِ أَنْ يَخْرُجَ مَعَهَا يَوْمَئِذٍ ".
وهناك عدة علامات لليلة القدر، ولكن ينبغي للمسلم أن يحرص على الاجتهاد في العشر الأواخر كلها اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن من فعل ذلك ، فقد أدرك ليلة القدر بيقين.
تعليقات الفيسبوك