في يومه العالمي.. رئيس "مكافحة التدخين" يتحدث عن كورونا ومليارات التبغ
عصام المغازي لـ"الوطن": شركات التبغ تبيض وجوهها بعقار لعلاج كورونا
دكتور عصام المغازي رئيس جمعية مكافحة التدخين وأمراض الصدر
في 31 مايو من كل عام تُحيي منظمة الصحة العالمية اليوم العالمي للامتناع عن التدخينن كعادة سنوية منذ 33 عامًا مضت، واصفة التبغ بأنَّه وباء عالمي يودي بحياة نحو 6 ملايين شخص سنويًا، من بينهم أكثر من 600 ألف شخص من غير المدخنين الذين يموتون بسبب استنشاق الدخان بشكل غير مباشر.
وفي اليوم العالمي الـ33 للامتناع عن التدخين، حاورت "الوطن" دكتور عصام المغازي رئيس جمعية مكافحة التدخين وأمراض الصدر، وكيل وزارة الصحة سابقًا، حول جهود العالم لمكافحة التدخين وآثار فيروس كورونا المستجد "كوفيد -19" وأسباب زيادة خطورتها على المدخنين، غير إخفاق الكثير من حملات التوعية في إثناء المدخن عن الإقلاع، ورأيه في شركات التبغ التي خرجت بتصريحات عن إنتاجها للقاح لعلاج فيروس كورونا.
ـ لماذا لا تنجح حملات التوعية بنسبة كبيرة في إثناء المدخن عن الإقلاع؟
صناعة التبغ تجني المليارات، التي لا تجعل شركات تصنيعها تستسلم بسهولة لحملات مكافحة التدخين، التي تتخذها الدول، مثل اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ، التي وقعت عليها مصر عام 2005، وتلزم كل الدول بخطوات معينة لمكافحة التدخين، منها منع الإعلان المباشر وغير المباشر عن التدخين، حيث كانت هناك إعلانات تلفزيونية وغيرها للسجائر، وكذلك منع بيع السجائر لقصر الأقل من 18 عامًا، ومنع المشاركات المجتمعية لشركات السجائر، ومن التدخين في أماكن معينة مثل المنشآت التعليمية والأماكن المغلقة.
حملات التوعية تفشل بسبب تحايل الشركات بالسجائر الحريمي والإلكترونية
فشركات السجائر لن تضحي بالمليارات، وبالتالي تجدد طرق الدعاية بإعلانها مثلًا عن "السجائر الخفيفة"، وهو أمر مضلل لأن المدخن اعتاد على نسبة من النيكوتين محددة سيظل يدخن حتى يصل إليها، وخرجوا بمنتج "السجائر الحريمي" معتمدين على أشكال تجذب السيدات، غير منتجات التدخين الحديثة والتي تدّعي أنَّها تستهدف عالم خالي من التدخين عن طريقها وأدخلت السجائر الإلكترونية والتبغ المسخن، بإدعاء أن الأولى ليس لها أضرار لاعتمادها على مادة النيكوتين فقط دون إضافة مئات المواد السامة الأخرى.
غير أن تلك الشركات لديها جيش من العلماء والباحثين الذين يخرجون أبحاثًا موجهة تقول إنَّ السجائر الإلكترونية غير مضرة، ولا نستطيع الجزم بها لأن تلك السجائر ظهرت منذ أقل من 15 عامًا، ونحن استغرقنا عشرات السنوات للوصول إلى أضرار السجائر القديمة.
شركات التبغ تعطي "اليوتيوبرز" هدايا للتصوير بأقنعة عليها شعارهم
ـ ما رأيك في دخول شركة التبغ في خط إنتاج عقار ضد كورونا بل وفي إنتاج أدوية أخرى؟
محاولة من شركات التبغ لتبييض وجوههم أمام الجمهور، حيث يعتمدون على استغلال الأزمة مثل جائحة فيروس كورونا المستجد ويقولون إنَّهم يطوروا عقار لمرض "كوفيد -19"، إلى جانب حملاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي من خلال طرح أقنعة عليها شعارات تلك الشركات، ويعطوا هدايا لـ "اليوتيوبرز" و"الانفلونسرز" من أجل أن يصوروا أنفسهم وهم يرتدون الأقنعة التي تحمل شعار هذه الشركات.
ـ في اليوم العالمي للتدخين.. أين وصلت جهود مصر والعالم في مكافحة التدخين؟
التدخين يقل في العالم المتقدم، والتركيز الآن على دول العالم الثالث مثل مصر، وكرئيس جميعة مكافحة التدخين أطالب الدولة بزيادة مجهوداتها في مكافحة التدخين، حيث لا توجد عيادات مفعلة للإقلاع عن التدخين، من أجل مساعدة الناس الذين يتخذون قرار الإقلاع عن التدخين، ومن المفترض حينما ترفع الدولة أسعار السجائر من أجل مكافحتها أن يذهب الفرق لتوفير أدوية تساعد المدخنين على الإقلاع كبديل للنيكوتين مثل: "اللزقة" و"اللبان" ولكنها غير متوفرة، ولا يمكننا مطالبة الشخص بالاعتماد على قوة إرادته فقط، وتلك العيادات لها مردود جيد جدًا في كثير من الدولة ومنها في الدول العربية المملكة العربية السعودية.
رئة المدخن المتضررة لا تستطيع مقاومة فيروس كورونا
ـ لماذا تتزايد مخاطر كورونا على المدخنين؟
رئة المدخن بطبعها متضررة جدًا، فإذا جاءه فيروس كورونا من السهل أن يؤثر في الرئة لأنها بالفعل "تعبانة"، والتدخين يسبب شلل في المجاري الهوائية ما يسهم في عدم مقاومة الفيروس.
ـ ما رأيك في استخدام علاجات تساعد المدخن في الإقلاع؟
الأدوية تساعد المدخن على الإقلاع عن التدخين إلى جانب إرادته، حيث إن كثيرون لا يمتلكون إرادة قوية ويكونوا في حاجة إلى الأدوية لمساعدتهم وتكون بديلًا لمادة النيكوتين.