لم أتابع حوارات «السيسى» الأخيرة كاملة، ولكن القليل الذى تابعته منها كان كافياً لصدمى أنا وكثيرين، إذ أعلن سيادته فى لقائه التليفزيونى الأخير أن برنامجه الانتخابى يعد بمثابة «أمن قومى»، الأمر الذى يجعله غير صالح للإعلان! ثم ما لبث أن أعلن سيادته خلال لقائه بالفنانين أنه لا يملك برنامجاً انتخابياً من الأساس! إذ إنه انشغل خلال الفترة السابقة بتقوية الجيش، ولم يكن فى معترك السياسة! بل ونُقل أنه قال ذلك موبخاً الفنان «محمد صبحى» الذى طالبه بإعلان برنامجه. وقد تطرق الحوار التليفزيونى إلى مسألة البذخ الواضح فى دعايته الانتخابية -والذى لا ألومه عليه لأن معظمها يندرج ضمن مبادرات الحملة الشعبية التى لا تخضع لقوانين الانتخابات الرئاسية المنوط بـ«السيسى» الالتزام بها- وقد أكد هو ذلك، مضيفاً أنه فكر فى وسيلة للاستفادة من هذه الدعاية. من خلال الإعلان على رقم حساب بنكى لاستقبال الأموال وتوظيفها فى مكانها الأنسب، ولكنه تراجع عن الفكرة لما بها من مخالفة لقانون الانتخابات الرئاسية، الذى خالفه سيادته بالفعل بقيام حملته بتوزيع 300 ألف لمبة موفرة على الناخبين بالقاهرة وعدة محافظات، بدعوى ترشيد استهلاك الكهرباء! وهو ما يعد «رشوة انتخابية»، وعلى من يدافع عن ذلك بدعوى أنها سلعة نافعة أن يوضح لى لماذا كان يتذمر عندما وزع الإخوان السلع التموينية فى الانتخابات الرئاسية عام 2012؟ علماً بأن الزيت والسكر أنفع للفقراء من اللمبات الموفرة، بل إنها أقل نفعاً فى رشاوى مرشحة الحزب الوطنى السابقة «فايزة طنطاوى» التى وزعت على المساجد تحت الإنشاء فى دائرتها كمية من حديد التسليح! واتضح فيما بعد أنها هدية مقدمة من «أحمد عز» لدعم مرشحى الحزب الوطنى! على أى حال، أقول للمنتخبين ما سبق وقاله الدكتور «رفعت السعيد» أثناء انتخابات برلمان 2005 تعليقاً على ظاهرة الرشاوى الانتخابية: «خذوها لأنها أموال الشعب وقد عادت إلى الشعب، ولكن عند التصويت فليُحكم كل منكم ضميره».