شارك يا شعب فى اختيار رئيسك، حتى لا نخذل الوطن، ونُعيد تاج العزة إلى جبينه، لن تُرهبنا فتاوى الضلال والجهل، أو سياط الخوارج أو محتكرى الدين، ننفض عن كاهلنا غبار القهر، والضلال، والغباء، وفتاوى الوضاعين والمضللين، ونُعيد حضارة الأزمان، ونضارة وخُضرة الأديان، تتشابك حولها أيادى الأمة، فيسرى فيها ندى الصباح ونسيمه العليل، فيُضفى على الأديان عذوبة الرحمة والحق والخير ويُبعد عن حياتنا تصحر الفكر وفقره وجفاءه، فنزداد حباً للحياة كأننا نعيش أبداً. ويعود كل الرسل إلى الصلاة فى إسراء الواحد القهار.
انزل يا شعب لاختيار رئيسك حتى يعود الابن العاق إذا تاب واصلح بينه، وسار فى ركاب الأهل والولد وإلا عزلناه عزل المرضى، فإما أن يَبرأ أو يموت أو يَهجر أو يُهجر.
أقسم لك.. سنعيش فى بلادنا أحراراً تحت مظلة الوطن، يحتضن كل الأديان والعقائد والملل والنحل، ولا يُكفرنا حاقد أو مُحتكر حقيقة، فالحقائق كلها لله، أو متخلف يعيش وحيد الفكر، وحيد القرن، لا يرى العالم كيف يتسابق من حولنا وهو قانع فى أسطورة الخلافة والإمارة، يشبع العالم حولنا ونجوع، ويأمن العالم ونخاف، ويتعلم العالم ونجهل، ويُشفى العالم ونمرض، ويقولون هو اختبار على الصبر، وكأن الله يعاقب المؤمن بتجويعه وإفقاره وتجهيله وخذلانه، فكيف يكون الامتحان قاسياً والممتحن رحيماً، وكيف للعادل أن يختبر عدله بظلم الآخرين؟ وكيف لمن يملك خزائن الدنيا ورزق العباد أن يكون عصياً رزقه على الناس ؟ ويكون جزاء الكافرين رغد العيش ونعيمه ولا يطولهم اختبار أو امتحان، فنحن أقرب لله منهم، إلا إذا كان أمر الله للبشر العمل، والإخلاص فمن عمل أكل، ومن أتقن عاش، ومن عالج برِئ، ومن تعلم تفوق، فسماؤه لا تمطر ذهباً ولا فضة لكنه سباق الخير.
انزل يا شعب.. لاختيار رئيسك حتى نحاسبه إن أخطأ، ونؤازره إن أصاب، ونخرج عليه إذا خرج عنا ومنا، ونرفق به إذا رفق بنا، ونشق عليه إذا شق علينا، وإذا علا واستكبر أنزلناه من عليائه إلى أسفلنا.
شارك يا شعب.. حتى نجعله يَميل ميزان الرحمة والعدل ناحية الفقراء، فقد اعتاد الميزان أن يميل للأغنياء، حتى نُشفى قلوباً مرضت، ونفوساً ضعفت، وكبرياء ذُلت، وخاطراً كُسر، وهمماً يئست، انزل لتجبر خاطر الفقراء وتمسح دمعة المنكسرين وتُلبى حاجة المحتاجين، فإذا تم وأتمم ما عليه، أعدنا الميزان إلى الحق بين الجميع دون ميل أو هوى.
شارك يا شعب حتى لا نُفسده ويُفسدنا، أو يَغتر أو يُغتر، ليعرف أن الذى ألبسه لباس الحكم قادرُ على خلعه. ولا يُلبسنا لباس الحق بالباطل، فنخلعه عنه، ونُصحح بصره وبصيرته إذا زاغت عن الصواب.
شارك يا شعب.. حتى تُغلق أبواب التسول والارتزاق التى كانت وبالاً علينا، فلا رزق إلا بعمل اليد، ولا صدقه إلا لمحتاج أو مسكين أو عاجز، فلا يُذل فقيرُ لغنى، ولا يخشى غنى حقد فقير.
انزل يا شعب.. ولا تركن أن رئيسك حسم أمره، فلم يزل الأمر يحتاج إلى صبر، فلا تخذله وتخذلنا ولا تقطع عليه السبل، وأوفِ بعهدك له، فقد صدقك القول والعهد وحمل الأمانة، فلن نكون كأهل البصرة حين استدعوا الحسين بن على للإمارة، وخذلوه وتركوه يطرق أبوابهم ولا مُجيب، وظلوا يلطمون الخدود ندماً على خذلانهم هم وأحفادهم حتى قيام الساعة.
انزل يا شعب، فأنتم أصحاب عهد ووعد، ولقاؤنا قريب، سأنتخب «السيسى» رئيساً.