معلب واسع يركض فوقه اللاعبون، بحثًا عن الكرة تارة وأحلامهم تارة أخرى، في أن يصبحوا لاعبين مشهورين، يمررون تلك الكتلة المكونة من الجلد بين أقدامهم، للوصول إلى الشباك ما يجعل بينهم بعض التصادامات والاشتباكات البسيطة، التي أسفرت عن إصابة أحد اللاعبين على الأرض، ليصرخ عاليًا، قبل أن ينزل الطبيب لإسعافه، ويجد أنه إصابته كبيرة، فيخرج من الملعب تاركًا خلفه فريقه، وأحلامه أيضًا.
كريم الليبي، شاب في عمر الـ25، منذ الصغر لم يكن له سوى حلم واحد، هو أن يصبح لاعبًا مشهورًا، يتصدر اسمه الصحف وتتغنى به الجماهير، قبل أن تبعده إصابة الرباط الصليبي اللعينة عن حلمه، وتخذله كرة القدم التي لطالما أعطاها من وقته وجهده.
ابتعاد "كريم" عن ممارسة الكرة جعله يفكر ويتساءل، كم شخص خذلته الحياة، وكم من فقيرٍ ينتظر أن تجبر الدنيا بخاطره، ما دفعه لأن يكون يد العون التي تُمد لكل محتاج، لمساعدته في حياة أفضل، أو سد أي احتياج يستطيع مساعدته فيه.
عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، كرس الشاب العشريني وقته لبحث عن المحتاجين، ومساعدتهم برفقة بعض الأصدقاء والمعارف، "بعرف الحالة المحتاجة، وبشوف محتاجة فلوس ولا علاج وبنجمع تمن المساعدة من بعض وبتولى مسؤولية الموضوع".
يحرص "كريم" دائمًا على عدم الإفصاح عن بيانات الحالات التي يساعدها، أو التصوير معهم، من أجل حفظ سرية أمرهم، لعدم التسبب في أي إحراج لهم أو لأولادهم، ولأن عمله يبتغي به الله ليس الشهرة أو السمعة، "دي حاجة طالعة لله ميهمنيش مين يعرفها".
تتواصل الحالات معه عن طريق مراسلته عبر "فيس بوك" أو هاتفيًا، وعرض الحالة المطلوب مساعدتها، من خلال إرسال صور المريض، أو الروشته في حالة طلب دواء غالي الثمن وغيرها، ليبدأ بعدها "كريم" في كتباة منشور لجمع التبرعات، أو إرسالها إليكترونيًا، وإبلاغ المتطوعين بجمع مبلغ المال المطلوب.
أطفال رضع، وأمهات ومرضى قلب وكلى، تمكن الشاب من مساعدتهم، كلما يسمع عن حالة لا يهدأ له بال إلا بعد أن يساعدها، ويصر بعزيمة كما عودته كرة القدم، على أن يكمل في ما بدأه، "أكتر حاجة بتفرحني ضحطة حد محتاج لما بقضيله حاجته، جبر الخواطر على الله".
تعليقات الفيسبوك