«الفرافرة»: هنا قُتل الجنود.. ثغرة المهربين وسط بحر الرمال
لم تجد عصابات التهريب، مهرباً من القبضة الحديدية التى فرضتها قوات الجيش على الحدود الغربية بين مصر وليبيا، إلا نقل نشاطهم جنوباً فى عمق الصحراء الغربية، ولأنه من الصعب عليهم الخوض فى كثبان الرمال التى تحيط الحدود بين البلدين، فكانت النقطة الوحيدة التى يسهل عليهم التسلل عبرها هى ممر صخرى يبعد نحو 100 كيلو عن «الفرافرة»، إلا أن بسالة قوات حرس الحدود حالت دون تحقيق أهدافهم، وبدأوا يتساقطون فى أيدى القانون، فما كان منهم إلا الانتقام من يد القانون بتصفية ضابط و5 جنود، عقاباً لهم على إفسادهم مخططاتهم.
يقول مبارك عبدالله، أحد مشايخ مركز الفرافرة، إن المنطقة بين الفرافرة والواحات البحرية شاسعة، تصل إلى 200 كم وتبعد المنطقة التى لقى الجنود مصرعهم فيها حوالى 100 كم عن مركز الفرافرة فى اتجاه الواحات البحرية التى تتبع محافظة الجيزة، مضيفاً أنه نظراً لاتساع المسافات التى تقوم الدوريات العسكرية بمراقبتها وتمشيطها، تحدث بعض الحوادث والمطاردات بين قوات الجيش والمهربين، خاصة أن المهربين يستخدمون سيارات دفع رباعى حديثه لإتمام عمليات التهريب.
وأوضح عبدالله أن المنطقة التى قُتل فيها الضابط والجنود، هى منطقة جبلية صخرية يسهل المرور فيها بعيداً عن الرمال المتحركة الصفراء التى تنتشر بين الحدود المصرية الليبية، وتمثل خطورة بالغة على المهربين.
واستبعد الشيخ أن يكون هناك أى شخص من أبناء مركز الفرافرة يتعاون مع المهربين فى تحديد المسار السليم، وقال: أرجّح أن يكون المهربون يعتمدون على مهارة بعضهم، أو أنهم يستدعون خبراء بالدروب الجبلية من أماكن أخرى، خاصة أن هذه الدروب وعرة للغاية، ولا يمكن أن يسلكها إلا مهرب محترف خبير بدروب الصحراء وكيفية التعامل معها.
وقالت مصادر قبلية إن عمليات التهريب بدأت تتزايد فى هذه المنطقة، بعد تعزيز قوات حرس الحدود انتشارها شمالاً فى المنطقة بين سيوة ومحافظة مطروح، فى الشهر الماضى، لمنع تسلل الإرهابيين من ليبيا إلى مصر، إضافة لاستنفار حرس الحدود فى الجنوب، لمنع تسلل المهاجرين غير الشرعيين، ما صعّب المهمة على المهربين الذين كانوا يعملون فى هذه المناطق.
وأضافت المصادر أن المهربين بحثوا عن ثغرات لمواصلة عملهم، ولجأوا لنقل نشاطهم للصحراء التى تقع بين الواحات البحرية والفرافرة، نظراً لاتساع رقعتها، وصعوبة مراقبتها، ووجود ممر صخرى يؤمّن تحركاتهم. تابعت المصادر أن المهربين باتوا يتحركون من مدينة بنغازى داخل ليبيا، جنوباً لمسافة أكثر من ألف كيلومتر، ثم يدخلون مصر عبر ممر صخرى بجوار واحة الفرافرة، ثم يتحركون باتجاه شمال البلاد لبيع أو تسليم الممنوعات لباقى أفراد العصابات داخل مصر.
وقالت مصادر أمنية إن دوريات الجيش كثفت تحركاتها فى هذه المنطقة، وضبطت عشرات من سيارات الدفع الرباعى المحملة بالسجائر والمتفجرات والمخدرات، وقبضت على عشرات المهربين، وأحبطت تسلل العشرات من المنطقة القريبة من شرق العوينات.
الأخبار المتعلقة:
خبراء عسكريون: حادث الواحات «إرهابى» والتمثيل بالجثث ليس أسلوب المهربين
المتحدث باسم الطب الشرعى: الجناة لم يعذبوا شهداء الوادى الجديد وقتلوهم بـ 15 طلقة
«الوطن» تكشف العالم السرى لتهريب السلاح والمخدرات على الحدود الغربية
خبراء: انفراد «رصد» بخبر استشهاد الجنود يكشف تورط «الإرهابية» فى الواقعة
الحزن يخيم على قرية «باروط» فى وداع الشهيد عامر
قوى إسلامية تدين اغتيال جنود الجيش بالواحات.. وتطالب بالقصاص
أهالى مركز ناصر ببنى سويف يودعون جثمان شهيد الجيش
«السنابسة» و«دندرة» تتشحان بالسواد على شهيدى «مجزرة حرس الوادى»
عصابات التهريب تقتل ضابطاً و5 جنود على أطراف «الفرافرة»
«حراس الوادى» ينضمون إلى مواكب الشهداء