يبدو أن الحوادث به لا تنتهي، ويأبى أن يتوقف عن حصد مزيد من الأرواح، فشاطئ النخيل الذي لم يهدأ الحديث عنه منذ غرق الشاب "شادي"، حصد أرواح أخرى أمس، حيث أعلن الغواص إيهاب المالحي، قائد فريق غواصي الخير المتطوعين، عن عدم التزام المواطنين بالإجراءات التي اتخذتها الدولة في غلق الشواطئ بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد والتي تسببت في كارثة جديدة.
وقال "المالحي" إن شاطئ النخيل شهد 5 حالات غرق في الساعات الماضية، جرى إنقاذ 3 أشخاص منهم، فيما توفى اثنان.
أسباب الغرق في شاطئ النخيل متعددة، أهمها وجود تيارات سحب عالية في مياه الشاطئ، بالإضافة إلى الدوامات القوية بها، وهو الأمر الذي أكده اللواء محمد سلطان محافظ الإسكندرية، حيث أوضح أن شاطئ النخيل شهد في الآونة الأخيرة زيادة في عدد "الدوامات"، وهو السبب في تكرار حوادث الغرق، بالإضافة إلى وجود بلوكات صخور على الشاطئ مرصوصة بشكل هندسي خاطئ وهو ما يزيد من قوة الدوامات وتيارات السحب داخل المياه، مما يجعل السباحة داخل مياه الشاطئ في غاية الخطورة.
كيفية النجاة من دوامات البحر؟
محمد الزغاوي مدرب السباحة والمنقذ، قدم عدة نصائح عند السباحة ولتجنب الغرق، أولها "في حال تفاجأ الشخص أثناء السباحة في مياه البحر بحدوث دوامات، عليه أن يحافظ على ثباته حتى لا يقع في الخطأ، ويجب عليه ألا يواجه المياه والسباحة باتجاه موازي للشاطئ.
على الشخص أن ينتظر حتى تتوقف التيارات الشديدة ومن ثم السباحة باتجاه الشاطئ، وفق الزغاوي، منتقدًا سلوكيات بعض الأشخاص بالنزول إلى البحر في غير الوقت المحدد للنزول، حيث تكون المياه مظلمة ولا توجد فرق إنقاذ في هذا التوقيت المبكر.
وشرح الكابتن محمد السلاحجي غطاس ومنقذ، لـ "الوطن"، أن "مياه البحر مبتاخدش لجوه المياه بتبقى ماشية يا لليمين يا للشمال، البني آدم لما المياه بتسحبه لليمين بتبقى الميه جايه من الشمال هو بيعوم عافية عشان يرجع لمكانه عكس التيار عمره ما هيطلع، هيتعب ويشرب مياه وحركة جسمه هتتشل".
وأضاف "السلاحجي"، "أن أفضل شيء أن يعوم الشخص مع التيار وسيجد نفسه على الرمال، مشيرًا إلى أنه عندما يجد الشخص نفسه لا يستطيع العوم ويشعر بالغرق على الفور يقوم برفع يديه: "استغيث ارفع إيديك، لأن أكتر حاجة تلفت انتباه الإنقاذ رفع اليد لأن المنقذ قاعد شايف رأس بس ومش عارف يجيب ملامح الوش هو بيغرق ولا لأ فأول لما بترفع رأسك بنشوفك وبنلحقك".
ولفت إلى أنه يرى الكثيرون من الشباب الذين يخاطرون بحياتهم ويعرضون نفسهم للموت بدون شعور، قائلًا: "بنشوف ناس بتخاطر وتدخل لأماكن خطر.. طيب ليه تجازف"، أما عن الأمواج عندما تأتي شديدة نصح السلاحجي الشخص الذي يسبح أن يكتم نفسه ثانيتين ويعوم تحتها: "هتعدي من فوقك ومش هيحصل حاجة ولو اتشقلب يحاول يقف على رجله ويملك نفسه".
وحذر من محاولة دخول شخص لا يعرف السباحة من أجل المشاركة في إنقاذ أحد آخر "بلاقي ناس من الجمهور مش بتعرف تعوم خالص داخلة ورايا فألاقي نفسي بنقذ كذا واحد طيب الباقي ملحقش، لكن لو أنت بتعرف تعوم مفيش مشكلة تحاول تنقذ حد".
وشدد المنقذ على أنه لابد ألا يسبح أي شخص في البحر قبل التأكد من وجود منقذ على الشاطئ، حتى لا يعرض نفسه للخطر.
تعليقات الفيسبوك