في الزاوية الحمراء يجد الأهالي ضالتهم في محل لتصليح "الجواكيت" القديمة والمتهالكة وإعادتها جديدة مرة آخرى، لمواجهة ارتفاع الأسعار التي قد تصل إلى 1000 جنيه للجاكيت الواحد، ومع اقتراب فصل الشتاء يعيدها محمد الحقاق لصورتها الأولى بسعر يبدأ من 250 جنيها، توفيرًا على زبائنه من سكان الزاوية الحمراء: "إحنا في منطقة شعبية وظروف الناس صعبة السنادي ومحدش معاه فلوس يشتري جاكيت".
خدوش وقطع للجلد وتقشير يخفي ملامح القطعة الأصلية، فضلًا عن انفصالها عن البطانة الداخلية، عيوب يستقبلها "الحقاق" يوميًا في ورشته يستطيع حلها بكل سهولة في وقت قصير عن طريق تغيير الجلد بأكمله أو صباغته حتى يخفى العيوب تمامًا وتعود القطعة جديدة مرة آخرى: "الزبون بييجي ياخد الجاكيت بتاعه مبيصدقش إنه هو من كتر ما بيلاقيه جديد وأفضل من الأول".
يعمل في هذا المجال منذ 23 عامًا، واتجه لتصليح الجواكيت القديمة مع بداية ارتفاع الأسعار وعجز الناس على شراء جديد كل عام، مما دفعه للاتجاه لتخفيف العبء على الناس: "الزبون ممكن يجيبلي جاكيت قماش عادي أحوله لجلد ومفيش قطعة مبتتصلحش مهما كانت بايظة"، لافتًا إلى أنه لا ينصح بالاستغناء عن أي قطعة مهما كانت تالفة والأفضل إصلاحها والاستفادة منها: "أنا صاحب خبرة في المجال دة وبيجيلي ناس من الشروق والعبور تصلح عندي وأسعار السنادي أقل من كل سنة عشان ظروف الناس الصعبة".
يرمم "الحقاق"، الجواكيت ويملأ الفراغات بالجلد ثم يصبغها ليجدد لونها الباهت: "وممكن اشتغل الكم بس أو اللياقة وكل حاجة وليها سعر ممكن أعمله بـ60 جنيه والزبون هو الكسبان"، أدوات بسيطة يستخدمها في ورشته يجهزها مع اقتراب موسم الشتاء للبدء في تصليح طلبات الزبائن، مؤكدًا أن هناك أشخاص تركوا جواكيت مع نهاية العام الماضي لتصليحها: "قالوا نحجز من بدري قبل ما يغلي الأسعار بس أنا بشتغل حسب ظروف الناس وبراعي إمكانياتهم".
تعليقات الفيسبوك