وزير التعليم يدعو للإقبال على التعليم الفني.. وخبراء: حل سحري
الإدريسي: يقضي على البطالة
الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم
"تغيير صورة المجتمع عن التعليم الفني مسئوليتكم بقدراتكم وأفكاركم المؤثرة في سوق العمل".. تلك كانت رسالة وجهها الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، لأوائل طلاب التعليم الفني، خلال تكريمه لهم أمس، معربا عن أمله في زيادة الملتحقين بالتعليم الفني إلى 70% من إجمالي الحاصلين على الشهادة الإعدادية هذا العام، مشيرًا إلى أن الوزارة تسعى لتطوير التعليم الفني من خلال تغيير المناهج وتطوير المدارس الفنية، معززا من قيمة التعليم الفني في المجتمع، باعتباره شيء راقٍ.
التعليم الفني "هرم مقلوب"
"الوطن" استطلعت آراء متخصصين في التربية والاقتصاد حول أهمية زيادة إقبال الطلاب على التعليم الفني خلال الفترة القادمة، حيث قال الدكتور على فارس، الخبير التربوي، إن التعليم الفني في مصر "هرم مقلوب"، لأن كل دول العالم تنتقي أصحاب المهارات والكفاءات الخاصة للتعليم الفني، على عكس ما يحدث لدينا يلجأ إليه الطلاب الأقل مجموعًا، أو غير القادرين ماديًا لدخول الثانوية العامة بسبب تكاليف الدروس الخصوصية، كما هو الشائع في مصر "خدلك دبلوم".
وأضاف فارس، أن تلك الأسباب شكلت صورة ذهنية سيئة عن التعليم الفني بأنه يخص الطالب الفاشل فقط، مشيرًا إلى أن التعليم الفني مفتاح سحري لحل العديد من المشاكل في المجتمع، وفي حال إصلاحه جديًا سيقلل من معدلات الجريمة والركود الاقتصادي، ويزيد من وضع مصر السياسي نتيجة تصدير العمالة المدربة لكل بلدان العالم، وإحداث إصلاح اقتصادي بشكل مباشر وغير مباشر.
وأجرى الخبير التربوي دراسة كاملة لنظام التعليم الفني في مصر ممتدة مرورا بالجامعات، يهيء الطلاب بالدخول للكليات العلمية أكثر من طالب الثانوية العامة، وبدون تكليف ميزانية الدولة، لما لهذه المدارس من مصادر للدخل عن طريق منتجاتها الخاصة، كما يمكنها تعويض المعلمين ماديًا بطرق قانونية على عكس الدروس الخصوصية.
المفتاح السحري للقضاء على البطالة
وعلى الناحية الاقتصادية، أكد الخبير الاقتصادي الدكتور على عبد الرؤوف الإدريسي عضو الجمعية المصرية بالاقتصاد والتشريع، أن التعليم الفني هو المفتاح السحري للقضاء على البطالة في مصر، لتمتعه بميزة احتياج سوق العمل له أكثر من الأعمال المكتبية التي يدرسها الطلاب بالكليات التقليدية كالتجارة والآداب والحقوق، والتي تسببت في زيادة معدلات البطالة، مضيفًا أن الاقتصاد يستفاد بشكل أكبر من التعليم الفني لارتباطه بالصناعة وتأثيره عليها بالإيجاب.
وأشار عبد الرؤوف، إلى أن أغلب دول العالم إتجهت أنظارها للتعليم الفني، وعمليات التدريب خلال التعليم، وتوفير فرص عمل بعد الدراسة كما حدث في النموذج الألماني، وبذلك يضمن تحقيق رغبة الطلاب بالالتحاق بالتعليم الفني، ويؤثر هذا على خفض معدلات البطالة وزيادة الصناعة والإنتاج وزيادة الصادرات وخلق سوق مصري في الخارج، مشيرًا إلى أنه لابد من تعاون مشترك بين القطاع الخاص المتمثل في رجال الأعمال مع وزارة التعليم لتوفير فرص تدريب للطلاب، وتبادل الخبرات مع الدول ذات الخبرة في هذا الشأن.
واستكمل الخبير الاقتصادي، أنه يجب الربط بين التعليم الفني والمشروعات الصغيرة والمجتمعات الصناعية، وخلق فرص التدريب والتملك للطلاب عن طريق حوافز مقدمة بالتعاون مع البنوك لتوفير قروض ميسرة لهم، لتنفيذ مشروعات خاصة بالمتعلمين من كل نوع سواء في النجارة أو السباكة أو الغزل أو غيرها من الصناعات بعد تدريبهم، بذلك يرتبط التعليم الفني بالمشروعات الصغيرة وتزيد الصادرات وتقل الواردات والديون.