لم يمنعها عملها في الكيمياء الحيوية بأمراض الدم والمناعة، عن هوايتها التي عرفتها منذ الصغر، إذ ظلت خلود تواصل أشغال الهاندميد، وتصمم مختلف الأشكال والأنواع منها، معلنة عن قصة حب بدأتها منذ 21 عاما، لم تكن تترك فيهم قماش أو كرتون إلا واستخدمته في صنع إكسسوار أو تحفة فنية تزين به منزلها.
كبرت خلود مفرح، صاحبة الـ31 عاما، والتي تخرجت في كلية علوم جامعة الإسكندرية عام 2010، وكبرت معها موهبتها التي لم تنسها بل سعت إلى تنميتها، لكنها لم تشغلها عن مواصلة دراستها أيضا والتفوق فيها، إذ حصلت على دبلومة في الكيمياء الحيوية التحليلية وأمراض الدم والمناعة.
"رغم أن مجال عملي ودراساتي العليا، يبعدان كل البعد عن هوايتي المحببة إلى قلبي، لكنني أردت الجمع بينهما سويا لعشقي لدمج الألوان"، من هنا بدأت تروي الفتاة الثلاثينية، قصتها لـ"الوطن"، مشيرة إلى أنها كلما كانت تجد أي مواد أمامها سواء كرتونة أو قطعة قماش، كانت تحرص على استخدامها في شيء مفيد، كتصنيع تحفة أو أكسسورات للمنزل، موضحة أنها كانت تفعل كل هذا ولم يكن عمرها يتخطى العشر سنوات بعد، كما توارثت ابنتها نفس الموهبة، وحرصت منذ الصغر على التعلم ذاتيا.
تقول خلود، إنها إلى جانب عملها ككيميائية ومديرة لعدة معامل تحاليل في عدد من المستشفيات، إلا إنها استغلت فترة حملها في طفلتها الأولى، في التركيز على الهاندميد، إذ كان المتنفس الذي تستطيع من خلاله إخراج الطاقة السلبية التي تسببها ضغوط البيت والمسؤولية، مشيرة إلى أنها كانت تحرص على التنوع في مجالات الهاندميد، بتصميم مفارش وإكسسورات وكسوة الكنب وديكوباج، وغيرها من الفنون المختلفة.
واجهت الفتاة الثلاثينية، في البداية بعض التحديات تمثلت في رفض عدد من المحيطين بها تقبل فكرة عملها في الهاندميد، خاصة أن ليس لديها اضطرار مادي لذلك، وتؤكد "لم أبحث يوما ما عن المال، فعملي في المشغولات اليدوية بهدف إشباع رغبة داخلية خلاف الأمومة والمسؤولية".
محطة جديدة خاضتها خلود مع الهاندميد، إذ تقول: "بعد دخول ابنتي الكبري الحضانة، وهي في سن العامين ونصف، التحقت بالعمل كمديرية مبيعات في شركة مستلزمات طبية الخاصة بالمعامل، ثم استقريت بالقاهرة، وبدأت رحلتي مع الديكوباج خلال فترة حملي في طفلتي الصغرى مكة قبل عامين ونصف".
تعلمت خلود فن الديكوباج، عن طريق اليوتيوب، لكنها وجدت معاناة في توفير المواد الخام في البداية: "كنت أقوم باستيرادها من الخارج للحصول على أعلى جودة، واتدربت على إيد أجانب وعرب في مجال الديكوباج، وكنت حريصة على تدريب الكثير من المتدربين و المتدربات بعد كده".
وعن أبرز الصعوبات التي تواجهها، تقول الكيميائية: "التسويق، وعدم تقدير البعض لشغل الهاندميد، وعدم توافر الكثير من الخامات"، مشيرة إلى أنها في ظل انتشار فيروس كورونا المستجد، عجزت عن استيراد بعض الخامات، لكن دعم زوجها اللا محدود لها سواء ماديا أو معنويا يجعلها تتعدى الصعاب، خاصة وأنه يساعدها كذلك في شراء الخامات.
تعليقات الفيسبوك