كامل كيلاني.. 123 عاما على ميلاد رائد أدب الطفل في العالم العربي
كامل كيلاني
كامل كيلاني، اسم يعني الكثير في عالم أدب الطفل، إذ يعد رائدا له في العالم العربي، كما أنه أول من خاطب الأطفال عبر الإذاعة وهو أول مؤسس لمكتبة الأطفال في مصر وترجمت قصصه إلى عديد من اللغات، تحل اليوم الذكرى رقم 123 لميلاده، إذ ولد في القاهرة 20 أكتوبر 1897، وتوفي في 9 أكتوبر 1959، عن عمر ناهز 62 عاما، ونسرد في التقرير التالي بعض المعلومات المذكورة عنه.
ولد ونشأ كيلاني بحي القلعة بالقاهرة في منزل يطل على جبل المقطم، والده الشيخ كيلاني إبراهيم كيلاني، واحد من أشهر المهندسين في عصره، ويتصل نسبه بالشيخ عبد القادر الجيلاني، حفظ القرآن الكريم في الكتاب، ثم التحق بمدرسة أم عباس عام 1907، وانتقل إلى مدرسة القاهرة الثانوية وحصل على شهادة البكالوريا، ليبدأ في دراسة الأدب الإنجليزي والفرنسي، ثم انتسب إلى الجامعة المصرية سنة 1917 وحتى 1930 وحصل على ليسانس الآداب قسم اللغة الإنجليزية، كما أنه حضر دروساً في الأزهر الشريف حيث أجاد النحو والصرف والمنطق.
وفي مجاله العملي اشتغل بعدة مهن بدأها بالتدريس في المدرسة التحضيرية حيث كان يعلم الإنجليزية والترجمة، ثم نقل ليعمل مدرساً في مدرسة الأقباط الثانوية بدمنهور سنة 1920، وفي سنة 1922 عين موظفا بوزارة الأوقاف حيث كان يتولى تصحيح الأساليب اللغوية، واستقر فيها حتى سنة 1954 ترقى خلالها في المناصب حتى وصل إلى منصب سكرتير مجلس الأوقاف الأعلى، وكان في نفس الوقت يعمل بالصحافة ويشتغل بالآداب والفنون، ففي سنة 1918 عمل رئيسا لنادي التمثيل الحديث، وفي سنة 1922 أصبح رئيسا لجريدة "الرجاء" وبين 1929 و1932 عمل سكرتيرا لرابطة الأدب العربي.
في عام 1927 وجه اهتمامه إلى فن أدب الأطفال ودأب على تحقيق الفكرة التي آمن بها وهي إنشاء مكتبة الأطفال، فأصدر قصته الأولى للأطفال "السندباد البحري" ثم أتبعها بفيض من مؤلفاته في نفس المجال، وكان يرى أن حوار قصص الأطفال يجب أن يكون باللغة الفصحى كما كان حريصا على الجانب الأخلاقي في كتابته للأطفال، واستخدم مصادر قصصه من الأساطير والأدب العالمي والأدب الشعبي.
كانت للأديب الراحل كتاباته الشعرية التي يقدم بها قصصه، أو ينهيها بها، كما كتب بعض القصائد التي هدفها تغذية الطفل بالصفات الحميدة، وتهذيب سلوكه بصورة غير مباشرة دون الظهور بمظهر وعظي أو خطابي.
ألّف كيلاني وترجم 250 قصة للأطفال منها: "مصباح علاء الدين" و"روبنسون كروزو" و"حي بن يقظان" و"نوادر جحا" و"شهرزاد" و"ألف ليلة" وغيرها كثير.
ترجمت قصصه إلي اللغات الصينية والروسية والإسبانية والإنجليزية والفرنسية، وله أعمال أدبية في مجالات أخرى غير أدب الطفل منها كتاب في أدب الرحلات عنوانه "مذكرات الأقطار الشقيقة"، سجل فيه انطباعاته عن رحلاته في كل من فلسطين ولبنان وسوريا.. كما قدم كتبا أخرى منها: "نظرات في تاريخ الإسلام"، "ملوك الطوائف"، "مصارع الخلفاء"، "مصارع الأعيان".