"من لا يملك الحرفة ربما تكفيه الهواية كي ينتج ويتحول من مستخدم لمنتج"، من تلك العبارات القصيرة اتخذ عامر عبدالعزيز، 27 عاما، أحد أبناء محافظة سوهاج، منهجا له، فهو الذي لم تكن له حرفة يعمل بها بعد أن حصل على بكالوريوس إرشاد سياحي.
لم يقف الشاب العشريني، كما وقف الكثيرون عند حاجز الحصول على فرصة عمل، ولكنه أوجد لنفسه العمل: "كنت بحب شغل الأرمه الخشب، لكن جاتلي فكرة إني أطور الفن ده وميبقاش بس الشجر مستخدم في الدواير أو الترابيزات، وليه نحرق بواقي الخشب طالما ممكن نشتغل عليه ونعمل منتجات هاند ميد".
منذ عام ونصف العام، بدأ "عامر" في البحث عن بقايا الأشجار، ولكنه لم يجد من يهتم بأمر تلك الأشجار، حيث أن الجميع يهتم فقط ببعض الأجزاء منها التي يتم استخدامها في الصناعة، والجذوع، والأفرع والأوراق، لا أحد يهتم بأمرها، حتى ينتهي بها الأمر إلى صانعي الفحم: "بيحرقوه طبعا علشان يتحول لفحم".
بدأ الشاب العشريني في صناعة بعض المنتجات الخفيفة جميعها بطريقة "هاند ميد"، وتطور الأمر حتى أسس ورشة صغيرة له أعلى منزله الكائن بمحافظة الجيزة، حيث يقيم الآن: "عملت ورشة صغيرة فوق السطح، وبعمل فيها شغلي كله"، ويضيف: "فكرة الهاند ميد الخشب موجودة في مصر، ومقتصرة علي الخشب، ولو حد بيعمل شجر بيعمل ارمه بس، لكن محدش كان بيستغل كل تفاصيل الشجرة، أو يعمل من باقي الشجر أقلام رصاص، أو مرايات من قشر الخشب، لحد ما قررت أكون أول حد يشتغل في المجال ده، لدرجة إني بنزل الشارع دلوقتي ألم بقايا الأشجار".
عندما حول" عامر" سطح منزله إلى مخزن لبقايا الأشجار بدأ بعض الجيران في التحدث إليه، كيف له أن يحول سطح منزله إلى مجمع "قمامة"، كما وصفها بعض الجيران، بعدما قام بنفسه بتنظيفه وعمل استراحة مميزة له: "الناس بدأت تقولي ليه زبلت السطح تاني، لكن لما عملت المنتجات دي غيروا رأيهم، والكل شجعني على ده، وقالوا أزاي تحول الزبالة ل أقلام رصاص جميلة بالشكل ده ومريات".
بدأ "عامر"، في عرض أعماله داخل جاليري يمتلكه أحد أصدقائه، ولاقت منتجاته إقبالا كبيرا من الكثيرين، وتمكن من تحويل مخلفات الأشجار التي كان يتم حرقها سابقا إلى تحف خشبية ومنتجات ذات قيمة فنية عالية.
يقوم "عامر" بصناعة أقلام جاف ورصاص، وبوكسات إلى جانب صناعة المرايات من بقايا أغصان وفروع الأشجار: "الإبداع في خلق الشجرة لازم يظهر، مش بس ناخد منها المهم ونرمي الباقي أو نحرقه".
يتمنى الشاب العشريني أن تتاح له فرصة تعليم الشباب كيف لهم أن يستغلوا الخامات التي ليس لها قيمة في تحويلها لأعمال فنية تخدم المجتمع وتساهم في نظافته من الملوثات.
تعليقات الفيسبوك