كيف تضع خطة لمهمة صحفية صعبة؟
يتعرض الصحفي للكثير من المخاطر المباشرة وغير المباشرة، لخصتها اللجنة الدولية لحماية الصحفيين في عدة نقاط:
- مخاطر ميدان المعركة، مثل النيران والألغام والقنابل والقصف المدفعي.
- اختطاف الصحفي بهدف الحصول على فدية من مؤسسته الإعلامية.
- المشكلات الأخلاقية داخل البلد، من سرقة واغتصاب وعنف.
- ما يحدث من اضطرابات على المناطق الحدودية، ففي الغالب تكون مسلحة.
- المراقبة الشخصية التي يمكن أن تؤدي إلى اختطاف، بالإضافة إلى المراقبة الإلكترونية عبر الإنترنت.
- المخاطر الطبيعية، من زلازل وبراكين، وسيول وأعاصير.
- الأمراض المنتشرة في البلد، يجب الحذر منها جميعا، من الإنفلونزا إلى الإيدز.
أولى الخطوات التي يجب أن يتخذها الصحفي لسلامته، أثناء تغطية الصراعات هي التخطيط الجيد، وذلك بأن يكون الصحفي دائما على استعداد لاتخاذ القرارات الصائبة في ميدان المعركة، وأن يقيم المخاطر أمنيا في كل خطوة، لمعرفة مدى قدرته على عبور الخطر، أو تخفيف أثره، كما أن الخطة يجب أن تتضمن أرقام الأشخاص الذين يمكنهم مساعدة الصحفي، ووضع خطة طوارئ بديلة في حالة فشلت الأساسية، ومعرفة الصراعات في المنطقة من خلال الصحفيين القدامى الذين لهم خبرة في هذا المجال، وكذلك معرفة تاريخ مشكلات المنطقة والصراعات الداخلية بها من العوامل التي تساعد الصحفي على أن يحافظ على حياته المهنية جيدا، وأن يغير دائما من خططه وقراراته وفق المتغيرات التي تطرأ على ساحة المعارك.
ومن خطوات التخطيط الجيد، تحديد الموضوعات الصحفية محل التغطية خلال الصراعات، وذلك ليستطيع الصحفي القيام بمهمته مع الحفاظ على أمنه وسلامته، وألا يهرول باتجاه الضرب المتبادل بين طرفي النزاع دون هدف، والأسئلة الخمس دائما مفتاح أي موضوع صحفي "متى، وكيف، وأين، ولماذا ومن"، وداخل الاشتباك، يجب أن يعي الصحفي الجهة التي تشكل خطرا عليه، هل هم قوات الأمن بالزي المدني، أم القوات المنظمة، أم الطرف المواجه لقوات الأمن، أم البلطجية الذين يسمون أنفسهم "مواطنين شرفاء".. عندها يستطيع الصحفي حماية نفسه جيدا من مستهدفيه.
وضع بطارية ضوء، وماء وطعام يكفي لمدة 24 ساعة، داخل حقيبة الصحفي، من الأمور الهامة جدا، بالإضافة إلى وضع خريطة لتحديد الجهات والأماكن محل النزاع، وملابس إضافية، وقناع مضاد للغاز المسيل للدموع، وإسعافات أولية لمعالجة الجروح والإصابات الناتجة عن الرصاص المطاطي، ونسخة رقمية من أرقام الهاتف، وذاكرته، في حالة فرغت البطارية أو ضاع الهاتف.. الاتصال برؤساء التحرير والصحفيين من العوامل التي تساهم في العثور على الصحفي إذا تعرض لمشكلة ما، أو خطف، ويجب كذلك تحديد مواعيد ثابتة للاتصال، حتى إذا تأخر ميعاد اتصال الصحفي، يتحرك زملاؤه لإبلاغ قوات الأمن.
حال انكشاف الصحفي، فإن عداد أمنه التنازلي يبدأ في العد، خاصة مع تزايد الملاحقات الأمنية للصحفيين في مصر، بل واستهدافهم واغتيالهم، لذا يجب ألا يجذب الصحفي الاهتمام له قدر الإمكان، وألا يكشف عن هويته الصحفية، مع الاحتفاظ بالهوية الشخصية، والتصريح الرسمي لممارسة العمل الصحفي، في مكان خفي، لإبرازه عند الحاجة أمام الجهات المختصة فقط، وذلك لأن الذين يستهدفون الصحفيين، إذا رأوا ما يثبت هويته سيغتالونه، وهذا يتطلب من الصحفي إخفاء العلامات التي تدل على هويته أثناء الملاحقة مثل التسجيل، وتدوين الملاحظات، ومعدات التصوير.
الآخبار المتعلقة:
من قلب النزاعات.. أبطال يدفعون أرواحهم ثمنا لنقل الحقيقة
قوانين حماية الصحفيين.. نصوص "منسية" وانتهاكات "متكررة"
"السعدي" لـ"الوطن": أهم السبل الحماية ضمان عدم إفلات قتلة الإعلاميين من العقاب
صحفي "رويترز": الأهالي يعتبرون المراسل "عدو".. وإنقاذ الروح أهم من التقاط الصورة
ناصر نوري بعد تغطية 3 حروب: كل المتقاتلين "كدابين".. والصحف تتاجر بدم المراسل
مراسلو الحرب في سوريا يخاطرون بحياتهم.. وثمن أسر الصحفي 140 ألف دولار
صفاء صالح: الاختطاف ومواجهة الذبح أو الاعتقال أخطر ما تعرضت له كمراسلة حربية
رئيس "الشارة الدولية" في حوار لـ"الوطن": هناك تحديات تواجه حماية الصحفيين بمصر.. ومعظم القتلى تلقوا تدريبات السلامة
كيف تضع خطة لمهمة صحفية صعبة؟
"الوطن" تقدم صمام الأمان لصحفي "على خط النار"