كنت أتمنى أن أكتب فى هذه اللحظة مهنئاً «المصرى اليوم» بمرور 10 سنوات على تأسيسها.. وفى الواقع أن مشاعرى دائماً تجاه الصحيفة، هى مشاعر يختلط فيها الامتنان لمؤسسيها، سواء المستثمرون والصحفيون، مع إحساس دافئ بأن حُلمى منذ بدء مشوارى الصحفى، تحققت بداياته فى هذه التجربة.. غير أننى وجدت نفسى اليوم أمام مسئولية أخرى، تحتمها علىَّ سنوات البناء والمعاناة فى «المصرى اليوم».. فإذا كنت ابنها، فإن صلة الرحم تفرض علىَّ المصارحة والنصح.. وإذا كانت «ابنتى»، فإن لـ«الابن» مهما كبر سناً، حقاً على من أسس، وبنى، وسهر الليالى من أجل «فلذة كبده»..!
نعم.. «المصرى اليوم» فلذة كبدى.. مثلما هى فلذة أكباد صلاح دياب ونجيب ساويرس وأحمد بهجت وأكمل قرطام وطارق الشناوى «المؤسسون»، وهشام قاسم «الناشر»، وشريف عبدالودود «العضو المنتدب»، وأنور الهوارى، وعادل القاضى «الراحل العظيم»، ومجدى مهنا «أفضل كاتب عمود صحفى»، ود.أحمد محمود، ومحمود مسلم، ومحمود الكردوسى، وعلاء الغطريفى، ونخبة من أكفأ الصحفيين «الشبان».. هى تجربة لها آباء.. ولها أبناء.. ولها عشاق أيضاً.. لذا يصعب على مثلى أن يرى «شقا» السنين يتبخر.. وسنوات العمر تفنى.. فإذا كنتُ قضيتُ الـ8 سنوات الأولى من عمر «المصرى اليوم» مع أسرة يجمعها الحب كل صباح، وفرحة «المولود» كل مساء، وتحديات ومعارك السلطة كل دقيقة، ففى العامين الأخيرين، وحتى آخر العمر، بات يسيطر علىَّ خوف على التجربة.. وحتى لا يفسر أحد كلامى على أى منحى، وجب القول أولاً أننى أسعد شخص فى الكون بالمنافسة بين «المصرى اليوم» و«الوطن»، فكل منهما «ابنى».. فلا «المصرى اليوم» حققت أو ستحقق إنجازاً يفوق الـ8 سنوات الأولى التى قضيتها فيها، ولا «الوطن» صدرت دون خبرتى ونجاحى فى «المصرى اليوم»..!
أقول هذا الآن وفى الحلق غُصة من الاتصالات التى تلقيتها خلال اليومين الماضيين.. إذ كان السؤال المشترك: كيف تقول هذا الكلام فى حوارك المنشور بعدد «المصرى اليوم» يوم الأحد الماضى؟!.. «كلام مرتبك لا يخرج إلا من شخص ساذج».. والواقع أننى أرجأت كتابة هذا المقال، لأمنح الزميل على السيد رئيس تحرير «المصرى اليوم» فرصة التصويب والتصحيح، بعد أن اتصلت به يوم نشر الحوار، وأبلغته بالأخطاء المهنية الجسيمة التى وردت به.. ولأنه أقسم لى أنه لم يقرأ الحوار قبل النشر.. كان لزاماً علىَّ افتراض حُسن النية، وانتظرت التصويب والاعتذار.. ولكنه لم يحدث..!
فى الحوار سم قاتل وأخطاء تؤكد تراجع المهنية لدى البعض بشكل واضح.. وفى الحوار إجابات لم ترد على لسانى.. وأسئلة أجبت عنها، وتم بترها، ونصحنى الكثيرون بنشر الحوار المسجل لدىَّ، فآثرت الرفض.. ولأن الكلمة مسئولية، كان ضرورياً أن أعلن تبرؤى من هذا الحوار.. فلا هو أنا.. ولا أنا هو.. وإلا كيف يرد فيه على لسانى أن «المصرى اليوم توزع 600 ألف نسخة يومياً».. بينما قلت فى التسجيل الصوتى رداً على سؤال حول نجاحات «المصرى اليوم» فى السنوات الماضية «إن الجريدة تخطى توزيعها 600 ألف نسخة يومياً فى عام 2011».. ويبدو أن القائمين على نشر الحوار أرادوا تسجيل شهادة منى بأن هذا التوزيع ينتمى للحظة الراهنة، مع أنهم يعلمون تماماً أن الأرقام الحالية لا تتجاوز «رُبع».. بل «خُمس» الرقم القياسى الذى حققته الجريدة فى الماضى.. أما الطامة الكبرى أن الجريدة لم تنشر إجاباتى عن أسئلة طرحها محررها بنفسه، إذ وجدوا فيها -على ما يبدو- كلاماً لا يروق لهم، فبتروه..!
لا يدرك القائمون على «المصرى اليوم» أن تاريخ الصحافة لا تكتبه الحوارات المحرّفة.. لذا تمادوا فى التعبير عن «عقدة مجدى الجلاد» بعد صمتى تجاه الحوار المحرّف، فنشروا أمس أننى حضرت حفل الجريدة بمناسبة مرور 10 سنوات على تأسيسها، وتسلمت درع الزميل «أنور الهوارى» بالنيابة عنه، بعد أن غاب لأسباب لا أعلمها.. وفى الواقع أننى صعدت للمنصة لتسلم الدرع تقديراً لـ«الهوارى» الصديق والأخ.. ورفعاً للحرج عن مجلس إدارة «المصرى اليوم» بعد الإعلان عن الاسم، دون وجود صاحبه.. أما الجريمة المهنية الكبرى التى ارتكبها المسئولون عن التحرير بالجريدة، أنهم اختزلوا حضورى فى تسلم درع «الهوارى»، بينما كنت من المكرّمين.. وقبلت الدعوة تقديراً للمؤسسين، وزملاء ورفاق رحلة طويلة من الكفاح والبناء..!
..هذا توضيح واجب، وعلاج ضرورى لـ«حوار» أفسده الضعف المهنى، والإهمال الصحفى.. مع تمنياتى القلبية بأن تستعيد «المصرى اليوم» مهنيتها وأمانتها.. ومكانتها.. وكل عام وأنتم بخير..!