تماثيل «مذود الميلاد» يكسوها التراب.. كنائس مغلقة ومكتبات دون زبائن
مجسم لمذود الميلاد
«في مذود البقر كان نايم مبسوط النونو الصغير في التبن محطوط»، كلمات واحدة من أكثر ترانيم عيد الميلاد قربا إلى القلب، يحفظها الأطفال في مدارس الأحد ويزيد ارتباطهم بها كلما اقترب الميلاد فما يمرون على كنيسة أو مكان تعليمي مسيحي أو حتى في منازلهم في بعض الأحيان إلا ويرون مذودا للميلاد مزين بتماثيل للعذراء مريم والطفل يسوع ويوسف النجار وحولهم حيوانات الحظيرة تعلوها نجمة ومجوس ورعاة، ما يعد مظهرا احتفاليا من مظاهر عيد الميلاد المجيد الذي يُحتفل به في يوم 7 يناير، لكن أعياد الميلاد في 2021 تحمل طابعا مختلفا بعد أن طالها إجراءات فيروس كورونا المستجد وما تبعه من إغلاق للكنائس، حيث لم تعد التماثيل تباع بنفس الإقبال للأعوام السابقة.
«فولدت ابنها البكر وقمطته وأضجعته في المذود، إذ لم يكن لهما موضع في المنزل» بحسب الإصحاح الثاني من إنجيل لوقا، فإن المسيح وُلد في مذودٍ، وهو ما أصبح من عادات الاحتفال بأعياد الميلاد في بيوت الأقباط وكنائسهم حيث يشتري المسيحيون المذود كاملاكقطعة واحدة أو تماثيل مفردة لوضعها كديكور احتفالي في منازلهم كشكل من أشكال الاحتفال، إلى جانب شجرة الميلاد التي توضع في احتفالات الكريسماس ورأس السنة لقرب الوقت بينهما، ومع ذلك كانت مبيعات الشجر والهدايا أكثر قليلا من مبيعات تماثيل المذود.
«ظريف»: البيع للكنائس يكون «آجل»
عماد ظريف، صاحب ورشة تصنيع تماثيل، يقول إن مشكلة المهنة بشكل عام أنها موسيمية كما أنها ترتبط بالسياحة وبالتالي أي تأثير على السياحة يؤثر علينا، ومع إغلاق الكنائس أصبحت المبيعات شبه منعدمة مما سبب خسائر كبيرة، خصوصا في المواسم والذي كان من المعتاد أن يزيد بها المكسب.
صاحب الورشة الذي بدأ عمله منذ نحو 20 عاما مطورا من نفسه وأدواته بدأ بالعمل في منزله ومن ثم فتح ورشته، يعمل بنظام «الآجل» فيما يخص عمل التماثيل الدينية، فيوزع العينات على المكتبات المسيحية بالكنائس وينتظر البيع لتحقيق الربح مما يجعل عدم بيع التماثيل في موسم الميلاد يعني ركنها للعام التالي، وهو ما يسبب خسائر كبيرة خصوصا وسط انتشار فيروس كورونا وعدم نزول الناس من منازلهم وقرار البابا تواضروس الثاني بإغلاق الكنائس خلال الاحتفال بأعياد الميلاد وصلاة القداس دون حضور شعبي.
إغلاق الكنائس أثر على مبيعات التماثيل
حالة من الركود يعيشها سوق التماثيل بشكل عام، منذ بداية جائحة كورونا يعبر عنها «ظريف» في حديثه لـ«الوطن» قائلا: «آخر مرة أنتجت تماثيل كانت في شهر نوفمبر قبل الماضي» وصاحب الأوردي أغلق معرضه منذ ذلك الحين ولم يدفع، ومنذ ذلك الحين لم أنتج أي عمل.
وفي الفيوم يتحدث صاحب مكتبة سان إبرام، التي تقع خلف قصر ثقافة الفيوم عن حالة الخمول التي يشهدها السوق في وقت يعد من المواسم حيث لم تباع تماثيل مذود الميلاد هذا العام كما كان يحدث سابقا، ولكن ربما اشتري البعض قطع تزيين شجرة الميلاد قبل رأس السنة وإنما المكتبة عموما تشهد حالة من الركود منذ تفشي جائحة كورونا وخصوصا مع الالتزام بمواعيد الإغلاق وحالة الخوف جراء تفشي فيروس كورونا والتزام معظم الناس في منازلهم.
«آبرام» عن قلة الزبائن: اعتمدوا على القطع القديمة
«ربما يعتمدون في بناء المذود على التماثيل القديمة فقط دون تجديد»، يرجح إبرام في حديثه لـ«الوطن» محاولا تبرير حالة ركود المبيعات في ظل وقت يلتمس فيه المسيحيون أجواء الاحتفال مع إغلاق الكنائس: «المفروض قفل الكنايس والاحتفال في البيوت يخلي الناس تهتم بأجواء الاحتفالات أكتر وعمل المذود والشجرة عشان يحسوا بالعيد لكن دا مأثرش على المبيعات وغالبا اعتمدوا على القطع القديمة بدلا من التجديد وشراء قطع جديدة للديكور».
المكتبة التي تحاول توسيع نشاطها من خلال البيع «أونلاين»، يقول صاحبها إن الإقبال قل مع تفشي الفيروس وبدأ الإقبال يزيد على صفحة «فيسبوك» الخاصة بها للاطلاع على ما تعرضه المكتبة من بضائع في وقت يتعذر فيه النزول ومع ذلك لا تزال المبيعات قليلة سواء في الأوقات العادية أو المواسم.