الكمسري منقذ الراكب: «كل مواطن مش عايز يدفع يهددنا برمي نفسه»
الكومساري
ليلة صعبة عاشها كمسري قطار «القاهرة - الإسكندرية» رقم 931، بعدما كان بين قوسين أو أدنى من أن يصبح متهما في مقتل راكب حاول تهديده بإلقاء نفسه للهروب من دفع التذكرة والغرامة أو تسليمه للشرطة، فما كان من الكمساري سوى الإمساك به ومنعه مما كان مزمع عليه، ولم يخضع أيضا لابتزازه، وأصر على تسليمه.
«بين نارين» هكذا كان الوصف الأول للواقعة من قبل الكمساري خميس البيضة، 55 سنة، الذي يعاني رفقة زملائه من «كمسارية» القطارات في الآونة الأخيرة من رفض البعض قطع تذاكر القطارات، والتهديد بإلقاء أنفسهم، حتى يعود أيا منهم عن مطلبه في تحصيل ثمن التذكرة والغرامة.
وأضاف«خميس» لـ«الوطن»، أنه يعاني في الآونة الأخيرة من أسلوب بعض الركاب المتهربين من دفع التذاكر: «كل راكب مش عايز يدفع يهددنا برمي نفسه»، موضحا أنه كمساري أولى أساسيات عمله، هو تحصيل التذكرة والغرامة، وفي حال إخفاقه في ذلك سوف يقدم للمحاسبة من قبل مديريه، وإن أصر على عمله قد يتسبب ذلك في مشاجرة مع البعض، بل ويتهمه الركاب بغياب الإنسانية لديه، لمجرد تمسكه بالالتزام بأساسيات عمله.
وطالب الكمساري، جميع المسؤولين بوضع حلول لتلك الأزمات؛ إذ عكست تلك المواقف المتكررة من قبل بعض الركاب مع الكمسارية مخاوف عديدة لدى الفئة الأخيرة، خوفا من تقديمهم لتحقيقات أو محاكمات في كلا الحالتين: «لو سيبت الراكب ومدفعتهوش أبقى مهمل في شغلي واتحاسب، ولو أصريت أنه يدفع يبقى أنا معنديش رحمة واتحاسب برضو.. احنا تعبنا».
وأكد الكمساري، أن تلك المشكلة نتاج للمبالغة في أسعار الغرامات؛ إذ بلغت في قطار المراكز 20 جنيه، والروسي تذكرته من إسكندرية لدمنهور 15 جنيها، بينما غرامته 50 جنيها.
فيما بلغت غرامات قطار المحافظات المكيفة 30 جنيها، والمباشر 40 جنيها، لافتا إلى أن القطارات حاليا أصبحت خاوية بسبب ارتفاع ثمن التذكرة ومبالغة الغرامة، مطالبا بعودة الغرامة للقيمة القديمة التي كانت تتمثل في 10 جنيهات فقط؛ لإنهاء الصراع بين الكمساري والراكب.