أهانوه حيا وميتا.. «عم منعم» أغلقت عائلته أبوابها في وجهه وبعد موته رفضوا دفنه
جنازة الحاج عبد المنعم أمام مسجد العيسوي بالمنصورة
«لفظوه حيا وميتا، فتمنى أن يرى أخته قبل مماته وظل أمام بابها ساعتين فرفضت، وتمنى أن يدفن في مقابر عائلته فرفضوا فتح مقابرهم له حتى دفن في مقابر الصدقة»، هذا هو حال «عبدالمنعم.ا .م»، 87 سنة من مدينة المنصورة، والذي قضى آخر سنوات حياته مشردا في الشارع، إلا أن «جمعية بداية جديدة» بمحافظة الدقهلية، أخذته واهتمت برعايته آخر عام ونصف له، حتى توفاه الله وأرادت الجمعية دفنه إلا أنه إخوته رفضوا أن يفتحوا له أي قبر من مقابرهم، فبحثت الجمعية عن مكان له في مقابر الصدقة حتى حصلوا على واحدة له.
«أخذناه من شارع حسين بك بالمنصورة، منذ عام ونصف تقريبا عندما وصلنا بلاغ بوجود مشرد ينام تحت بلكونة هناك» يحكي علاء النجار، رئيس جمعية «بداية جديدة»، بداية معرفته بعم عبدالمنعم، كانت حالته صعبة ويعاني من الأمراض ولا يستطيع أن يقف على قدميه، فأخذناه إلى دار الإيواء الخاصة بنا وكنا قد افتتحاناها حديثا، وكان كود عم عبدالمنعم رقم 2، والذي تغير حاله في الجمعية، وكان يحرص على نظافته الشخصية في الدار ومنتظم في الصلاة. خلال عام ونصف قضاهم معنا كان طيب القلب، شارك في رحلات المسنين معنا في رأس البر.
اقرأ أيضا.. "تضامن بني سويف" تنقذ مواطنا بلا مأوى من التشرد وتنقله لدار الرعاية
وأضاف النجار لـ«الوطن» إن عم عبدالمنعم كان نجار موبيليا مشهور في منطقة الحسينية بالمنصورة، إلا أن عوامل العمر جعلته غير قادر على العمل، وله ولدان الأول سافر خارج مصر، وكان يساعدنا بمبلغ 500 جنيه في الشهر لمصاريفه، أما ابنه الثاني فرفض أن يتواصل معه، وأخواته أيضا رفضوا أن يساعدوه.
وأشار إلى أن عم عبدالمنعم كان يتمنى أن يرى أخته، فأخذته وذهبنا إلى بيتها، ولما علمت أنه بالباب رفضت أن تفتح له بابها وظل ينتظر ساعتين أمام الباب لعلها تفتح فكل ما يتمناه أن يراها ولو لمرة واحدة قبل مماته، إلا أنها رفضت، ومات بعدها بشهر.
وأكد أنه وكان أمنية حياته أن يدفن في مقابر أسرته ومات في الظهر وانتظرنا حتى العصر، واتصلنا على إخوته وأخبرتهم بوفاته وأنه كان يتمنى أن يدفن بمقابر الأسرة، إلا أنهم بعد أن علموا بوفاته أغلقوا تليفوناتهم، ولم يحضروا الجنازة، والجمعية تكفلت بكل شيء ومصاريف الجنازة، مشيرا إلى أن ابنه الموجود في مصر شارك معنا في استخراج تصريح الدفن، ولما كتبت على صفحة الجمعية بموقع التواصل الاجتماعي طلبنا قبر فاتصل بنا «الشيخ سعد زتونة» وأكد وجود قبر صدقة بمقابر العيسوي بالمنصورة وفعلا دفناه بها.
وشارك في جنازة عم عبدالمنعم 10 أشخاص فقط من أعضاء جمعية «بداية جديدة» ولم يحضرها سوى ابن له من أفراد عائلته الكبيرة بالمنصورة.