كبير مذيعي "المطبخ العبري" في حواره لـ"الوطن": أُصبنا بالإحباط.. وصوتنا لا يصل إسرائيل
"الإذاعة العبرية الموجهة".. إذاعة مصرية تم تدشينها خصيصًا من أجل دور وطني كبير، قامت به على مدى سنوات أبرزها خلال حرب أكتوبر المجيدة، حيث كان لها دور في الحرب النفسية ضد العدو الصهيوني.. واليوم تدهور بها الحال لتصبح غير صالحة فنيًا لبث مجهود هؤلاء المذيعين، حيث أنها لا تصل إلى داخل الكيان الصهيوني.
"الوطن" أجرت حوارًا مع جمال سرحان، كبير مذيعي الإذاعة العبرية الموجهة إلى تل أبيب، أوضح من خلاله المشاكل التي تواجه الإذاعة، ومدى الإحباط الذي وصل إليه المذيعين العاملين بها، وأسباب تلك المشاكل، وإليكم نص الحوار:
متى بدأت الإذاعة العبرية؟
بدأت الإذاعة العبرية كأول إذاعة موجهة إلى إسرائيل يوم 2 مايو 1953، وكانت مدة الإرسال وقتها 15 دقيقة فقط على موجة متوسطة، وبعد ذلك بدأت مراحل تطورها، حيث زاد وقت البث إلى نصف ساعة، حيث كانت تعتمد الأخبار وبعض التعليقات وبعض الموسيقى، وفي 2 يوليو عام 1955 زاد وقت البرنامج العبري إلى ساعة، تحتوي على نشرة أخبار وتعليقات، وموسيقى شرقية، وفي 3 مارس 1956 زادت إلى ساعة ونصف، وفي عام 1953 زاد إلى ساعتين ونصف، كانت تقدم منها ساعة ونصف بالعبرية وساعة بالفلسطينية العاميه، وفي 26 يوليو عام 1961 أصبح البث الصباحي ساعة واحدة ومسائي ثلاثة ساعات، واستمرت على هذا المنوال حتى عام 1966.[FirstQuote]
وفي الفترة "1967 - 1972" تم ضم البرنامج العبري لإذاعة صوت العرب، ووصلت وقتها فترة البث إلى 13 ساعة، ثم زادت إلى 16 ساعة عام 1973، وفي نفس العام تم إضافة البث باللغات الإنجليزية والفرنسية والروسية.
ما هو دور الإذاعة العبرية في حرب أكتوبر؟
الإذاعة العبرية كان لها دور كبير في حرب أكتوبر المجيدة، وقامت بدورها في الحرب النفسية، وكان البرنامج العبري في هذه الفترة نشطًا جدًا، حيث إنه كان يقوم ببث تسجيلات استجواب الأسرى الإسرائيليين في الحرب، لبث التوتر داخل نفوس الإسرائيليين، وكان لها مردود كبير، وزاد نشاطها أكثر بعد الحرب.
ماهي المشاكل التي تواجه الإذاعة العبرية حاليًا؟
قوة الإرسال للإذاعة العبرية في إسرائيل الآن ضعيفة، ولا تصل إلا لبعض المناطق في الأراضي المحتلة، فهناك مشاكل فنية تقف في طريق وصولها إلى إسرائيل الآن، وهناك بعض المشاكل الأخرى التي نعاني منها، فهناك عدم اهتمام من المسؤولين بأي مطلب من مطالب البرنامج العبري، حيث نريد مراسلًا في الأراضي المحتلة ينقل لنا الصورة الحقيقية عن الأحداث هناك، ولكن يُرفض بدعوى مبدأ "توفير النفقات" مع أن مردود هذا المراسل سيكون مفيدًا، فضلًا عن مطلبنا بتقوية الإرسال أو الموجة التي نعمل عليها، وهذا يرتبط بقرارات من جهات عليا، فمدير البرنامج العبري ليس في يده ما يفعله في تلك المشكلة، فموجة صوت العرب كانت تصل إلى إسرائيل ولكن إلغاء البث من عليها أحدث هذه المشاكل، وكنا أيضًا على النايل سات ولكن تم إزالة الإذاعة من القمر، حيث كانت إسرائيل تعتمد على نظام "الكابل" وليس الأطباق، ولذلك لم تكن الإذاعة تصل إلى إسرائيل على النايل سات، ولكننا كنا نتابع عملنا من عليه.
وهناك مشكلة أخرى تتمثل في عدم وجود تعاون بين وزارة الإعلام هنا وبين السفارة المصرية في تل أبيب، فيجب أن يكون هناك تعاونًا وتنسيقًا بيننا وبينهم، فأجرينا استطلاع عام 1995 – 1996 في إسرائيل، وكشف لنا أن شخص من ضمن 100 في إسرائيل يتابع الإذاعة العبرية، ومن الممكن أن يكون هذا الشخص دراسته في مجال دراسات الشرق الأوسط، والشأن العربي.. فنحن نريد تغيير هذه المسائل، فالبرنامج العبري مطبخ اللغة العبرية في مصر، فيجب أن يصل صوت هؤلاء المذيعين الذين يقومون بدورهم الوطني، وهناك مشكلة أخرى، وهي حاجتنا لشرائط واسطوانات لأحدث الألبومات الإسرائيلية وغيرها، وهذا غير موفر لنا، كما أننا بحاجة إلى معايشة الواقع الإسرائيلي من خلال السفر.
ألا يعتبر السفر إلى إسرائيل تطبيعًا؟
في هذه الحالة لا يكون تطبيع.. فليس كل من سافر إسرائيل يصبح جاسوسًا.
ما هو مردود عدم وصول الإذاعة العبرية لإسرائيل على المذيعين؟
المذيع العبري جندي مجهول، لأنه غير معروف، فالإذاعة العبرية عبارة عن قناة لتوصيل كل ما يتعلق بمصر وإظهار قوة العرب داخل إسرائيل، وإلقاء الدور على الممارسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، من قتل وتمثيل وهدم المنازل والتعدي على الأراضي الزراعية، كما أنها تبرز استمرار سياسة الاستيطان الإسرائيلي، فضلًا عن دورها الذي أدته على أكمل وجه في حرب أكتوبر.. إن الإعلام الإسرائيلي إعلام موجه ومزيف وقائم على الكذب، لذا تقوم الإذاعة بدورها لإصلاح هذا التشويه، من منطلق أن الإعلام الغربي يهتم بالصحافة الإسرائيلة.