كل ما «على الفنان» يحزن على شهيد شرطة.. يرسمه
مع كل حادث إرهابى يخلف وراءه شهداء من جنود الجيش والشرطة، يتحول حزنه إلى طاقة إيجابية حيث يمسك بقلم رصاص وورقة بيضاء ويرسم وجوه من ضحَّوا من أجل مصر. وسط غرفته الضيقة، لا يوجد شىء مستقر فى مكانه، السرير تعلوه بطاطين مهترئة، والنافذة الوحيدة مهدّمة بشكل لافت للنظر، وسط أشيائه القديمة يجلس «على الفنان» كما يطلق عليه أهالى منطقته بحى الزيتون، ممسكاً فى يده اليمنى بقلم رصاص لا يفارقه واليد الأخرى صورة لأحد أفراد الشرطة: «ما لقتش فى إيدى حاجة غير إنى أرسمهم، فى الفترة الأخيرة الإرهاب مش سايب العساكر الغلابة فى حالهم، كل شوية نسمع خبر استشهاد أفراد جيش وشرطة واستهداف الكماين اللى بيقفوا فيها ومحدش قادر يعمل حاجة».
اعتاد الرجل البسيط كلما انتهى من رسم أحد الضحايا، أن يعطيها إلى أهالى الشهداء دون مقابل: «ما بقتش أرسم غيرهم، بقيت أجمع صور على قد ما أقدر للى ماتوا فى كل كمين بيضرب وأرسمهم وأديهم هدية رمزية منى لأهاليهم الغلابة»، بالرغم من حالة المعاناة التى يعيشها «على» لعدم قدرته على العمل غير الرسم، فإنه دائماً ما يفكر فى عمل الخير لأهالى شهداء الجيش والشرطة: «حاولت أشتغل أى شغلانة معرفتش وشغل الرسم ما بيأكلش عيش، بس مستورة والحمد لله عايش فى أوضة بنام فيها وبشتغل فيها، ولما بخلص رسمة شهيد بحاول أوصل لعنوان أهله وأسلمها ليهم، واللى بعيد بحاول أبعتها فى البريد أو أعلقها فى الأوضة عندى لو معرفتش أوصلهم، عشان دى أقل حاجة أقدمها لتضحيتهم لينا وربنا يسترها عليهم».